بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيار 2018 12:00ص تشييع بوجي بمأتم رسمي وعون منحه وساماً

الحريري: فقدنا علماً كرّس حياته العملية للدولة

الرئيس الحريري يضع الوسام المذهّب على نعش الفقيد، وبدا المفتي دريان والرؤساء ميقاتي والسنيورة وسلام والمفتي قبلان وكبار الشخصيات  (تصوير: محمود يوسف) الرئيس الحريري يضع الوسام المذهّب على نعش الفقيد، وبدا المفتي دريان والرؤساء ميقاتي والسنيورة وسلام والمفتي قبلان وكبار الشخصيات (تصوير: محمود يوسف)
حجم الخط
شُيّع عقب صلاة عصر أمس الأوّل جثمان الأمين العام السابق لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، في مسجد الخاشقجي بمنطقة قصقص في بيروت، بمأتم مهيب، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثّلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب المنتخب محمد خواجه ممثّلاً رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، الرؤساء: تمام سلام، فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
كما حضر التشييع الوزراء: مروان حمادة ونهاد المشنوق وغطاس الخوري، النواب: محمد الحجار وخالد زهرمان ومحمد قباني، الوزراء السابقون خالد قباني، حسن منيمنة ومحمد المشنوق، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على رأس وفد رفيع من ضباط المديرية، الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، الأمين العام تيار «المستقبل» أحمد الحريري، نادر الحريري، ممثلون عن القوى الأمنية والعسكرية وشخصيات سياسية واجتماعية وفكرية ودبلوماسية، وعدد من موظفي السراي الحكومي.
وأُرسلت أكاليل زهر بإسم كل من: الرؤساء عون وبري والحريري، وزير الدفاع يعقوب الصراف، المديرية العامة لرئاسة الجمهورية وقائد وضباط سرية حرس رئاسة الحكومة.
وأمَّ المفتي دريان الصلاة على جثمان الراحل، ثم ألقى الحريري كلمة رثى فيها الدكتور بوجي، فقال: «برحيل الدكتور سهيل بوجي رحمه الله، يخسر لبنان، وتخسر بيروت، وأخسر أنا شخصيا، علما من أعلام القضاء، وكبيرا من كبار الإدارة، ووفيا من أصدق الأوفياء.
لقد رافقني المرحوم الدكتور سهيل بوجي أعواما طويلة، بعدما رافق مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكان لنا، كما للعديد من رجال الدولة ورؤساء الحكومات في لبنان، خير أمين لمجلس الوزراء، وصاحب رأي مخلص ونظرة ثاقبة، في كل القضايا القانونية والإدارية والسياسية».
وأضاف: «لقد كرّس فقيدنا الغالي حياته العملية كاملة للدولة اللبنانية، فكان من بين مسؤوليات عديدة تولاها، مستشارا في مجلس شورى الدولة، ومفوض الحكومة لدى المجلس الوطني للبحوث العلمية، ولدى صندوق تعاضد القضاة الشرعيين، ومستشارا قانونيا لرئاسة مجلس الوزراء، وأستاذا في الجامعة اللبنانية وكلية القيادة والأركان، ونائب رئيس المجلس الوطني للضمان، ومديرا عاما لرئاسة مجلس الوزراء وأمينا عاما لمجلس الوزراء لسنوات طويلة».
وبعدما توجّه «بخالص التعزية لعائلته وأصدقائه ورفاق دربه، سائلا المولى العلي القدير أن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان»، ختم الحريري متوجّهاً إلى روح الراحل بوجي فقال: «أيها الفقيد الغالي، تقديرا لعطاءاتك في مجالات الإدارة والقانون، ووفاء للبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون منحك وسام الاستحقاق اللبناني المذهب، وكلفني وشرفني أن أضعه على نعشك في يوم وداعك، وأن أتقدم من عائلتك بأحر التعازي».
وفيما قرأ الحريري والحضور الفاتحة عن روحه، ووري في ثرى مدافن الشهداء.
دريان
{ ونعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى رئيس اللجنة التشريعية فيه القاضي الدكتور بوجي، وتقدم بالتعازي بإسمه وبإسم أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، من رئاسة مجلس الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء، سائلا الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهم أهله وأحباءه الصبر والسلوان.
وقال المفتي دريان: «لقد خسر لبنان شخصية فذة أثرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والقضاء اللبناني بالكثير من الاجتهادات والآراء على مدى عقود من عطاءته الفكرية والتنظيمية والقضائية. فكان نعم القاضي العادل ونعم رجل العلم والخلق والإدارة والتعليم، وبرحيله فقد لبنان واللبنانيون قاضيا كبيرا وفقيها بارعا، وإنسانا كانت صفاته أخلاق الإسلام في كل حياته ومع الناس. رحم الله القاضي محمد سهيل بوجي وادخله الجنة وبارك في ذريته وانا لله وإنا إليه راجعون».
السنيورة
{ وقال الرئيس فؤاد السنيورة في نعيه للدكتور بوجي: «بوفاة القاضي النزيه والأمين، الامين العام السابق لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، خسر لبنان والدولة اللبنانية ورئاسة مجلس الوزراء شخصية بارزة ومتميزة في كفاءتها وعلمها وأخلاقها ومعرفتها العميقة بالقانون، وكذلك بالتزامها ودفاعها عن القيم الوطنية الأصيلة والحريصة على سلامة ورصانة عمل الدولة اللبنانية والحفاظ على هيبتها وتعزيز الثقة فيها».
وأضاف: «كان الدكتور بوجي متوقد الذكاء وشعلة نشاط ومعرفة وخبرة وقد شكل مرجعية قانونية وإدارية عرفت بالأداء المتميز الحريص على تطبيق القانون وحماية الدولة اللبنانية والتأكيد على سيادتها الكاملة على ارضها ومؤسساتها، إن المسيرة الناصعة للدكتور بوجي الذي لطالما كان الحريص على احترام منطق الدولة والقانون والنظام لا بد وان تشكل في المستقبل حافزا للاداريين الكبار من اجل متابعتها والاستمرار في العمل لحماية لبنان وتطوير إدارات ومؤسسات دولته والحفاظ على عيشه المشترك، رحم الله الدكتور بوجي الذي سيذكره جميع من عرفه وتعامل معه وزامله بأنه كان صاحب الشخصية القوية والعميقة المعرفة بالقانون والأعراف والواثقة في معرفتها، وكذلك بدوره الطليعي في الحرص على الالتزام بأحكام الدستور واتفاق الطائف واحترام القانون والحرص على الالتزام بتطبيقه».
سلام 
وقال الرئيس تمّام سلام في بيان له بعنوان «شخصية فذّة نذرت نفسها لخدمة الدولة»: «لقد رحل حافظ أختام السلطة التنفيذية، وخسر لبنان شخصية وطنيّة فذّة، نذرت نفسها لخدمة الدولة وصون دستورها والتزام قوانينها، انطلاقاً من احترام كبير لمفهوم الوظيفة العامة ولدور المؤسسات، وإدراك عميق لمعنى الكيان اللبناني وطبيعته ودقّة توازناته».
وأضاف سلام: «طوى سهيل بوجي ملفّه الأخير، وخسر لبنان صاحب الكفاءة النادرة الذي شكّل على مدى سنوات طويلة عقل الإدارة الحكومية وذاكرتها ولولب العمل الحكومي في مختلف العهود. وتشهد له في ذلك جلسات مجلس الوزراء التي طالما ساهم خلالها في تصويب النقاش واجتراح المخارج القانونية للمشكلات الشائكة، وكان الحارس الأمين لمقام رئاسة الوزراء وخير معين لكلّ من تولّاها، يضع بين يديه خلاصة معارفه وتجاربه، ولا يبخل بآراءٍ ونصائح منطلقها الأول والأخير الحرص على تسيير عجلة الدولة ضمن الأصول وخدمة الصالح الوطني العام، وبرحيل سهيل بوجي، غاب أحد كبار رجالات القانون الإداري وعَلَماً من أعلام الفقه الدستوري اللبناني، وخسرت بيروت إبناً وفيّاً، أحبّها بشغف وحنا على أهلها في كلّ حين.. وهي ستضمه الى حضنها الأبديّ، وستفسح له حتماً في وجدانها مكاناً لائقاً بين كبارها».
ميقاتي
{ وقال الرئيس نجيب ميقاتي: «برحيل الدكتور بوجي، خسر لبنان شخصية وطنية يشهد له الجميع بخبراته المتعددة وغنى اطلاعه في شؤون الادارة والقوانين، وحمله الدائم لواء الدفاع عن الدولة وقوانينها وصون مؤسساتها ، فاضفى على سلك القضاء ومن بعده الامانة العامة لمجلس الوزراء، بصمة مميزة، وفي أصعب الظروف التي تعاونا فيها ، كان خير سند وعضد، بعيدا عن اي اصطفاف او إنقسام، فاطلقت عليه في حينها وصف «ذاكرة الجمهورية».
نجم
{ وقال النائب المنتخب نزيه نقولا نجم: «خسر لبنان الدكتور البوجي الذي عمل لسنوات عديدة في السلكين القضائي والاداري، و مسيرته حافلة بين اروقة العمل التشريعي والاداري في السراي الحكومي والمجلس النيابي والقصر الجمهوري، حمل الأمانة ورافق كبار السياسيين بكل صدق، هزمه المرض لكن لم تُهزم انجازاته، وتودّع بيروت ابنها الحريص على سير عجلة الدولة والشأن الوطني العام. رحمه الله ومنح عائلته الصبر على هذه الخسارة».
مكاوي 
{ ونعى محافظ جبل لبنان محمد مكاوي د. بوجي الذي كان منبع فكر القانون الإداري، ورغم مرضه بقي كعادته بوصلة كبار رجال الدولة والسياسة في لبنان، يأتون إليه من مختلف ‏بقاع الجمهورية لاستشارته عن كيفية حل معضلة عجز قانونيو هذا الزمن عن فك لغزها، والمتعة، كل المتعة، عندما ترى الدهشة في عيون هؤلاء وهم يسجلون الجواب الفوري المستند إلى حالة مشابهة أو واقعة مماثلة، حدثت منذ عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة وربما أكثر! أيها الزملاء في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لم يعد بإمكانكم بعد اليوم حسم النقاش الدائر بينكم بعبارة: منسأل الدكتور، فالدكتور رحل، ولكن بعد أن أعد أجيالا وعقولا وطاقات تحمل شهادة: أنا تلميذ الدكتور سهيل.‏ لم أكن أعلم أنه سيأتي يوم وأكتب سطور الوداع هذه في عيد مولدي، ولكن مجددا أقول شاء القدر، وعندما يشاء لا يكون أمامنا إلا الرضوخ والرضى، فوداعا لمن انحنى القانون تواضعا أمام اجتهاده، وداعا دكتور بوجي».
حبيب
{ وتقدّم رئيس «جمعية إنماء طرابلس والميناء» انطوان حبيب بالتعازي الحارة بـ «رجل المؤسسات والقانون الذي فقد لبنان برحيله إنسانا وشخصية وطنية بامتياز احبت لبنان وعملت من اجله، وكانت مخلصة لكل من تعاملت معه، واثبت انه كان الرجل المناسب في المكان المناسب باحترامه للقانون ومؤسسات الدولة والشرعية. تغمد الله الفقيد واسع رحمته».

السيرة
نعت رئاسة مجلس الوزراء الأمين العام السابق لمجلس الوزراء القاضي الدكتور محمد سهيل بوجي، ووزّعت نبذة عن حياته جاء فيها:
مواليد بيروت 1947، متزوّج له إبنة
{ المؤهّلات العلمية
إجازة في الحقوق من كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية (1972) مع منحة تفوّق لدراسة الدكتوراه في الخارج.
دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من جامعة بواتييه – فرنسا (1973)
دكتوراه دولة في القانون العام من جامعة باريس (XII) مع تهنئة اللجنة الفاحصة (1977)
 المهام التي تولاها
أمين عام مجلس الوزراء 11/11/2000 حتى 26/4/2015
المستشار القانوني لرئاسة مجلس الوزراء .
مستشار لدى مجلس شورى الدولة
أستاذ (فئة أولى) في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية وفي معهد العلوم في الجامعة اللبنانية
أستاذ محاضر في معهد الدروس القضائية وفي كلية القيادة والأركان
مفوض الحكومة لدى صندوق تعاضد القضاة الشرعيين
رئيس ومقرر وعضو في العديد من اللجان الوزارية والإدارية والمتخصصة
أهم المؤلفات والدراسات والمحاضرات .
رئيس الجمهورية اللبنانية (2 جزء) أطروحة دكتوراه (بالفرنسية).
أصول المحاكمات الإدارية في اجتهاد القضاء الإداري في لبنان.
الوظيفة العامة في اجتهاد القضاء الإداري في لبنان .
محنة المطبوعة العربية .
رئيس الوزراء بين المشاركة والمشاكسة .
والعديد من المؤلفات المهمة الأخرى.
 المؤتمرات والندوات العلمية
أوضاع العمل في الدول العربية – منظمة العمل العربية – تونس 1986.
ندوة القضاء الإداري في الدول العربية – بيروت 1996.
الندوات المشتركة بين مجلس شورى الدولة اللبنانية والفرنسي – بيروت 1999.
النشاطات الاجتماعية
رئيس جمعية روّاد (قدامى) الكشاف المسلم
عضو الهيئة العامة لجمعية الكشاف المسلم.