بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الثاني 2019 12:10ص رياض الصلح ودّعت علاء أبو فخر والتشييع اليوم

دماء الشهيد وحدت لبنان.. صلوات وشموع ومسيرات

رياض الصلح احتضنت أبو فخر شهيداً بعدما كان يتردد اليها ثائراً رياض الصلح احتضنت أبو فخر شهيداً بعدما كان يتردد اليها ثائراً
حجم الخط
يوم أسود ممزوج بالغضب،عنوان اليوم الـ 28 للثورة، بعد استشهاد البطل الناشط في الحراك علاء أبو فخر، برصاص الغدر عند مثلث خلدة ليل أمس الأول، ومنذ الصباح الباكر تداعى المواطنون الغاضبون الى الساحات والطرق، حيث تم التعبير عن غضبهم بكافة الوسائل من الصلوات،الى إضاءة الشموع عن روحه في المناطق اللبنانية كافة، فرسم صوره على الجدران وكان أكبرها في مدينة طرابلس في ساحة النور، بالإضافة الى قطع الطرقات بالإطارات المشتعلة. وكانت الصرخة المدوية هي صرخة زوجته، وكانت أكثر الكلمات ايلاماً التي قالتها مطالبة من الثوار «خدوا حق الشهيد البطل علاء أبو فخر»، «شو بدي قول لابنك بس يقلي مشتاق لبابا»، «شو بدي قله بس قلي وينه بابا». أما والدته فعبّرت عن حزنها وألمها على فقدان ولدها الغالي قائلة: «ابني شهيد الثورة ولبنان وقد توفيّ على يد زوجته وابنه».

من جهته، لفت في «اننا نتمنى أن يحرر دم أخي الوطن من كل معتد، رحل علاء باكراً قبل أن نكمل المسيرة»، قائلاً: «دم علاء لن يذهب هدراً لاننا ما زلنا نؤمن بالدولة رغم كل ما حصل». واوضح «انه سيتم تشييع علاء غداً عند الاولى بعد الظهر في الشويفات»، ودعا الى عدم قطع الطرقات وقال: «من يريد وداع علاء فليتوجّه عند الاولى بعد الظهر الى الشويفات».

وليل أمس، وصل نعش الشهيد أبو فخر الى ساحة رياض الصلح، على وقع النشيد الوطني اللبناني. وردّد المتظاهرون هتافات ضد السلطة السياسية، مستنكرين الحادثة التي أدت إلى استشهاده. والى مثلث خلدة حيث احتشد الآلاف من الثوار لوداع الشهيد أبو فخر، وانضم عمر، ابن الشهيد ابو فخر محمولاً على الأكتاف على وقع التصفيق والهتافات، رافعاً صورة والده. وكان عمر قد شهد مساء الثلثاء على مقتل والده أمام عينيه في خلدة.


نجل الشهيد أبو فخر محمولاً على الأكف مكان استشهاد والده في خلدة (تصوير: طلال سلمان)


تفاصيل الجريمة

أثناء مشاركة الشهيد علاء أبو فخر وزوجته وابنه وعدد من الثوار في الإعتصام الشعبي عند مثلث خلدة ليل الثلاثاء، استنكاراً لمقابلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التلفزيونية، وبعدما عمد عدد من المحتجين إلى قطع الطريق في المحلة صودف مرور عنصر في مخابرات الجيش المعاون أول «شربل.ح.»، حيث تصادم مع المحتجين للمرور بالقوة وقد كاد أن يؤذي نجل الشهيد أبو فخر، وعندما حاول الشهيد التحدث معه، ما كان من شربل ح إلا أن قتله برصاص في رأسه حيث سقط أمام زوجته وابنه مضرجاً بدمائه، وفر المعاون أول، لكنه سرعان ما سلم نفسه الى الجيش.  


زوجة الشهيد أبو فخر تصرخ للثوار «خدولو حقو»


بيان الجيش

ومع اشتعال المنطقة إثر الحادثة الأليمة، أصدرت قيادة الجيش بياناً سردت فيه ما حصل، مشيرة إلى أنّه «أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص. وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع بعد توقيف العسكري مطلق النار بإشارة القضاء المختص».

يُشار إلى أنّه سيتم تشييع أبو فخر اليوم عند الساعة الواحدة ظهراً في الشويفات.

ردود الفعل

أعلنت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي، في بيان، ان رئيس الحزب وليد جنبلاط «تلقى رسالة تعزية باستشهاد المناضل علاء أبو فخر من رئيس الجمهورية ميشال عون، وتلقى إتصالات تعزية أبرزها من الرؤساء: أمين الجميل، ميشال سليمان، نبيه بري، تمام سلام، وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصرف الاعمال ريا الحسن، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، السفير الفرنسي برونو فوشيه، السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان، والنواب: جان عبيد، ستريدا جعجع، ونعمة افرام وعدد من الشخصيات. 


طرابلس عروس الثورة توثق شهادة أبو فخر


العذراء تحتضن الشهيد أبو فخر في نهر الكلب


ساحة ساسين أضاءت الشموع للشهيد


الشيخ حسن

توجّه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن من عائلة أبو فخر بأحرّ مشاعر العزاء والمؤاساة، وقال في تصريح: «رجاؤنا أن يكون استشهاد المرحوم علاء أبو فخر يقظةً لخطوات حثيثة لمعالجة فورية للأزمة للحفاظ على لبنان الموحَّد والدولة الدستوريَّة العادلة، إننا نخشى ما يُمكن حدوثه في هذه الأيام المشهودة هو الافتقار المفزع للشعور بالمسؤوليَّة العالية التي ترقى إلى مستوى قضيَّة مصير وطن. ونطلب من قيادة الجيش كشف ملابسات هذه الحادثة الأليمة واتخاذ الإجراءات اللازمة، وعلى القضاء ان يسوده حكم القانون وروح العدالة فوق كل اعتبار. من هذه المنطَلقات نسأل الله تعالى أن يعصمَنا بلطفِ حِكمتِه، وأن يلهمَ الجميع إلى سبُل الرَّشاد والعقل، وأن يحميَ وطننا لبنان ويصونَه من كلِّ ما هو نقيض العدل والحرّيَّة والكرامة الإنسانيَّة. وإنّها لظروف بالغة الدقَّة تقضي من الجميع، خصوصاً من هم في مواقع القرار، أن ينتصروا على نفوسهم صعوداً إلى مستوى المسؤوليَّة وحفظ أمانة سلامة الوطن وكرامة مواطنيه جميعاً من دون أيّ استثناء».

من جهته، شدد وكيل داخلية الشويفات في «التقدمي» مروان أبو فرج «أن لا ثورة بلا تضحيات وندعو كل مواطن للمشاركة في «عرس» علاء أبو فخر فهو شهيد كل لبنان».

بدوره، أكد مفوّض الإعلام في «التقدمي» رامي الريس ان «لا خيار لهم سوى الدولة والبديل الوحيد هو الفوضى»، مشدداً على «ضرورة خفض التوتر والتهدئة والركون الى الاجهزة الامنية وانتظار التحقيقات في الحادثة». وقال: «اذا كان سقوط شهيد لن يغير شيئا فنحن أمام مأزق كبير ولا يمكن لرئيس الجمهورية والقوى المتحالفة معه البقاء في هذه الحالة من الانفصام مما يحصل في الشارع».

أمين السر العام في «التقدمي» ظافر ناصر أكد «أنّ الشباب اللبناني مصمم على الاستمرار بالثورة ضد السلطة المنفصمة عن الواقع والتي لا تحاكي طموحات الشعب اللبناني»، ولفت «أنّ ردة الفعل على كلمة الرئيس عون واضحة بأن الكلمة لم تقنع الشعب وكانت خارجة عن الواقع»، وشدد «سنظل نراهن على الدولة ومؤسساتها، وفي قضية علاء أبو فخر سنؤمن بالأجهزة الأمنية لتحقيق العدالة».

«الديمقراطي اللبناني»

 أصدرالحزب الديمقراطي اللبناني بيانا جاء فيه: «يدفع اليوم الجبل عموماً ومدينة الشويفات خصوصاً ثمناً غالياً بسقوط الشهيد علاء أبو فخر في اشكال مستنكر ومدان يزيد من جراح وآلام الوطن، وتبقى الدولة مرجعنا الأوّل والأخير، ولا بديل عنها خاصة في الظرف العصيب الذي نمرّ فيه».

«التوحيد العربي»

رأى حزب «التوحيد العربي» في بيان انه: «مرة جديدة تدفع الشويفات والجبل ضريبة الدم، فمن الشهيد محمد ابو ذياب الى الشهيد علاء ابو فخر معركة واحدة في مواجهة فساد السلطة. نتوجه الى عائلة أبو فخر الكريمة وإلى عائلة الشهيد بأحر التعازي ، داعياً قيادة الجيش ومديرية المخابرات الى إجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ اقسى العقوبات بحق مطلق النار». على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، وصلت مواكب من المحتجين الذين جاؤوا من مناطق عدة وافترشوا الارض وطلبوا الوقوف دقيقة صمت عن روح علاء ابو فخر، وأنشدوا النشيد الوطني ورفعوا الاعلام اللبنانية، وقرعوا على الحديد امام نقطة الإعتصام في محيط القصر الجمهوري، احتجاجاً على عدم سماع الرئيس لصوت الناس المطالبين بحكومة مستقلة.

محتجون أمام قصر بعبدا

توجه محتجون داخل سياراتهم في طريقهم الى قصر بعبدا، وعندما وصلوا الى المنطقة التي اقفلها الجيش، عبروا طريقا فرعية من بلدة الحدت بالقرب من مدرسة الحكمة، وجالوا بسياراتهم في بلدتي بعبدا والحدت حاملين الاعلام اللبنانية.

وعمد الجيش الى قطع طريق القصر عند مطعم «ماكدونالدز» بالاسلاك الشائكة والفواصل الحديدية مع تواجد وانتشار كثيف لعناصره واتخذوا تدابير امنية مشددة تحسبا لاي طارئ. وتجمع المحتجون مرددين الهتافات والشعارات ومنها» قصر بعبدا للشعب». وطلب احد العمداء من الحرس الجمهوري من المحتجين تشكيل وفد لدخول القصر، دون تحديد العدد، للحوار مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو من يمثله. فرفض بعض المحتجين هذا الأمر بينما وافق عليه البعض الاخر. وهتف المحتجون «الشعب يطالب ولا يفاوض». وحاول المحتجون على طريق القصر الجمهوري رفع الأسلاك الشائكة وسط الطريق للعبور الى الجهة المقابلة والانضمام الى المحتجين الآخرين، وذلك في ظل وضع المزيد من الاسلاك وازدياد عدد القوى الامنية في المكان. واكد حزب سبعة، في بيان، ان «القصر الجمهوري هو مركز للحكم مثل غيره كالسراي ومجلس النواب، ومن حق الجميع ان يوصل الصوت من دون تردد»، داعياً «الناس الى الاعتصام في بعبدا بسلمية مثل باقي الساحات، وهو حق للتعبير عن مطالبهم».

شموع وصور لفت لبنان

وبعد انتشار خبر استشهاده، رفع المتظاهرون في جل الديب صورة علاء أبو فخر وكتبوا «شهيد الثورة»، كما كتب المتظاهرون عند نقطة الرينغ اسم علاء بالشموع تكريماً له، كذلك، جسّد المحتجون في ساحة ايليا، اسم علاء ابو فخر بأجسادهم تحية لروحه.

صباحاً، رفع المحتجون عند مستديرة ببنين - العبدة صورته فوق ساحة الاعتصام، واكدوا بانه «سقط شهيدا ليحيا لبنان وكان أول من لبى دعوة الهجرة نحو الخلود».

ونظم وفود من أبناء منطقة الشوف مسيرة صامتة اليوم على الطريق الرئيسية في بلدة بعقلين، بعدما تداعت بشكل عفوي حدادا على علاء ابو فخر، ورفع خلالها المواطنون صوره ولافتات منددة «بالتعاطي اللامسؤول تجاه الحراك».

وفي عكار، رفع المحتجون عند مستديرة ببنين - العبدة صورة الشهيد فوق ساحة الاعتصام، واكدوا بانه «سقط شهيدا ليحيا لبنان وكان أول من لبى دعوة الهجرة نحو الخلود». واذ نعى المحتجون ابو فخر دعوا إلى وقفة تضامنية في الرابعة عصراً في ساحة الشهداء في العبدة.

كذلك، رسم الفنان غياث روبي صورة ابو فخر على حائط مبنى الغندور الملاصق لساحة عبد الحميد كرامي - النور في طرابلس، ونفذ المحتجون والطلاب وقفة تضامنية في الساحة، ورفع المحتجون صورة علاء ابو فخر وسط اوتوستراد نهر الكلب.

وعلى جسر خلدة رفعت صور كبيرة للشهيد أبو فخر ووضعت مكعّبات إسمنتية في الشويفات لمنع الدخول إلى نقطة استشهاده لتبقى ذكراه خالدة.

 كما نظم المعتصمون في سوق الخان، وقفة تضامنية مع علاء ابو فخر، شاركت فيها حشود شعبية من كافة قرى قضاء حاصبيا والعرقوب، وأضاء خلالها المشاركون الشموع عن روحه، رافعين الاعلام اللبنانية وصوره.