سياسة

تنفّس الشعب المتألم والموجوع والقابع على الطرقات منذ ثلاثة عشر يوماً تحت المطر حيناً والشمس الحارقة أحياناً، تنفّس الصعداء بعد اعلان الرئيس سعد الحريري استقالة الحكومة وانصياعه الى ضغط الشارع.

من جل الديب الى ذوق مصبح وغزير والعقيبة وحالات وصولا الى البترون وشكا علا التصفيق تزامناً مع اعلان الاستقالة من بيت الوسط على الشاشات العملاقة في ساحات الاعتصام. وتحلّق المعتصمون رافعين العلم اللبناني ضمن حلقات للدبكة على أنغام الأناشيد الوطنية الثورية.

مشهد الفرح العرم ترافق مع دموع الناس والزغاريد بعد الاحتقان الذي عاشته ساحات الاعتصام طيلة النهار وسط تضارب الأخبار عن امكانية احجام الرئيس الحريري عن تقديم الاستقالة والرضوخ للضغوطات وسيناريو المخاوف الأمنية ووسط أخبار محاولات اثارة البلبلة بين صفوف الثوار في وسط بيروت.

المعتصمون أكدوا من جل الديب ومن كسروان وجبيل والبترون أنهم لن يتركوا الشارع حتى تحقيق كل المطالب ولو ان خطوة استقالة الحكومة شكّلت بادرة ايجابية متأخّرة.

ووجّه بعضهم رسائل منها:‏ رضختم لارادة الشعب غصباً عنكم. والشعب يعرف انه بالاصرار والارادة يجبر السلطة أن تسمعه "هيدي أول خطوة بس""كلن يعني كلن".

وتوجّه اخرون الى الانتفاضة بالقول:

حافظوا على المواطنة التي وحّدت اللبنانيين في ظاهرة تاريخية تفخر بها الشعوب.

والى احزاب السلطة قالوا:

احترموا التاريخ ولا تتسبّبوا في تشويه صورة شعبكم،انظروا في عيون (ناس الانتفاضة) وحقهم بحياة كريمة. أخرجوا من هالاتكم المالية والسياسية والشعبية،برّدوا رؤوسكم وضعوا أقدامكم على أرض الواقع،سارعوا الى قبول ساعة الحقيقة والمصالحة كما فعل نلسون مانديلا،ساعة الحوار هي ساعة ثمينة رائعة.

وطالب المعتصمون بانتخابات نيابية مبكرة لتغيير الطقم السياسي بكامله...وتشكيل حكومة أخصائيين بعيدة تماماً عن القوى السياسية ...

وفي جبيل علت صلوات الشكر والتسبيح. وقام المعتصمون بحمل أيقونة السيدة العذراء مرتلين الشكر للرب ولسيدة لبنان على استجابة الصلوات...وقالوا: لا يصح الا الصحيح ...المطلوب أن نبقى يداً واحدة مترابطة...والمطلوب الضغط لتشكيل حكومة ومراقبة عملها احتراماً لانتفاضة الشباب وارادة التغيير للانتقال الى مرحلة جديدة.

وتحدّثت مصادر المعتصمين عن البدء بتحضير لائحة مطالب تتضمّن استقلالية القضاء والبت بوظائف التنفيعات السياسية ووضع حد للهدر المالي الذي وصل الى مئة مليار دول.

وعلى اوتوستراد شكا أكّد المعتصمون أنّهم باقون في الشارع وأن الأتوستراد لا يزال مقطوعاً حتى اشعار اخر.

.