بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 حزيران 2020 11:22ص ليل لبنان تحوّل نارًا ودخانًا.. وهتافات «الوحدة الوطنيّة» تخطف أنظار الإعلام العالميّ

حجم الخط

على وقع فقدان الليرة اللبنانية 70 بالمئة من قيمتها منذ تشرين الأول/ أكتوبر، في ظلّ غرق لبنان في أزمة اقتصاديّة علّها تكون التهديد الأكبر لاستقرار البلاد، منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990، خاضت شوارع البلد مساء أمس حتى فجر اليوم، ليلة مشتعلة الأحداث والتحركات الغاضبة، أعادت إلى الأذهان شرارة انطلاقة "ثورة 17 تشرين"، فكيف صوّرت المواقع العربيّة والعالميّة المشهديّة اللبنانيّة؟

لم تغب ليلة لبنان المشتعلة عن عناوين المواقع الإخباريّة، بل وتصدّرتها حتّى، حيث عبّر موقع "اندبندنت عربيّة" بالقول: "لبنان يشتعل، إقفال طرقات، حرق إطارات، والأكثر إيلامًا أنّ قلوب اللبنانيين احترقت قهرًا، بسبب ما يعانونه من فقر وجوع وذلّ أمام أبواب المصارف بهدف استحصال ما تيسّر لهم من ودائع قد لا يحصلون عليها بسبب ما آلت إليه الأوضاع الاقتصاديّة والماليّة والنقديّة غير المسبوقة".

كما أفادت "سكاي نيوز عربيّة" بأنّه "من مدينة طرابلس في الشمال إلى مدينة صيدا في الجنوب، ردّد اللبنانيّون هتافات ضدّ النخبة السياسيّة وأضرموا النار على الطرق الرئيسة في أنحاء البلاد، في أوسع احتجاجات من نوعها منذ فرض إجراءات العزل العام منتصف آذار/ مارس، بسبب تفشي فيروس كورونا".

فيما "أفادت مصادر اقتصاديّة بأنّ شركات ومؤسسات عدة توقفت عن تسليم البضائع خشية تسجيل الليرة اللبنانيّة انهيارًا إضافيًا، مما ينعكس خسارة في رؤوس أموال الشركات. بعد أن كانت تقارير وأبحاث دوليّة قدّرت أنّ نحو مليون لبناني سيصبحون بلا أعمال ورواتب في النصف الثاني من السنة الجارية".

كما نقلت وكالة "رويترز" عن إحدى المتظاهرات، التي كانت تحتجّ في وسط بيروت، وتدعى منال قولها: "لم يعد معنا مال للأكل، أو دفع الإيجار، أو أيّ شيء من هذا، سنبقى هنا حتى تنخفض قيمة الدولار ونحقق مطالبنا كافة".

أمّا وكالة الصحافة الفرنسيّة، فأوضحت أنّ تدهور سعر صرف الليرة، يأتي في وقتٍ تعقد السلطات اجتماعات متلاحقة مع صندوق النقد الدوليّ، أملاً بالحصول على دعم ماليّ يضع حدًّا للأزمة المتمادية. بينما نقلت عن أحد المتظاهرين ويدعى هيثم أنّ "مطلبنا عيّشونا بكرامة"، مؤكّداً أنّ الأشغال متوقّفة ولا قدرة على شراء الضروريّات، وأنّ الناس "ما بقى قادرة تتحمّل".

من ناحيتها، رأت "BBC عربي" أنّ "محتجّي لبنان أغلقوا الطرق في شتى أنحاء البلد، للتعبير عن سخطهم إزاء التراجع غير المسبوق في قيمة عملة بلدهممشيرة إلى أنّ "الكثير من اللبنانيين، الذين يعتمدون على مدخراتهم من العملة الصعبة، يواجهون الدخول في حالة من الفقر، وقد فاقم وباء فيروس "كورونا" من الأزمة. كذلك لفتت BBC النظر إلى "هتافات المحتجّين التي تدعو إلى الوحدة الوطنية، في أعقاب اشتباكات طائفيّة شابت احتجاجات في العاصمة بيروت الأسبوع الماضي".

في السياق، ألقت "CNN بالعربيّة" الضوء على أنّ "مئات المتظاهرين خرجوا في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، والمعروفة بأنّها معقل حزب الله اللبنانيّ، للتعبير عن احتجاجهم على تردي الأوضاع الاقتصاديّة".

هذه الشعارات لم تغب أيضًا عن موقع "الحرّة"، الذي أشار إلى "انضمام عشرات الشبان على دراجات ناريّة من منطقة خندق الغميق إلى المتظاهرين على جسر الرينغ في بيروت، حيث جرى توحيد للهتافات المطلبية والمعيشيّة".

شعارات وتحركات عدّة إذًا، سرقت أنظار المواقع الإخباريّة العربيّة والدوليّة، لعلّ أبرزها تمثّل بـ "الوحدة الوطنيّة" والهتافات التي رافقها انضمام أبناء "الخندق الغميق" و"الضاحية الجنوبيّة" إلى متظاهري وسط بيروت، فتوحّدت صفوف المطالب المعيشيّة، مؤكدين أنّ الوجع واحد والفقر أنهك كاهل الجميع.