بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2019 04:15م مشهد كارثي من خلدة إلى الدامور.. أمطرت فذاب الثلج وبان المرج!!

حجم الخط
على وقع السباب والشتائم للدولة ووزراء الأشغال، سلك المواطنون طريقهم من خلدة إلى الدامور. أكثر من أربع ساعات، جالسين في سياراتهم أو في وسائل النقل المشترك. الطريق مقفلة في الناعمة والدامور بسبب الطوفان جرّاء أمطار تساقطت بغزارة ولَم تصرّفها المجاري. فشبكات الصرف والبنى التحتية في حالٍ يرثى لها، والأمطار خرقت سقوفاً من المفترض أنها بنيت كي تقي الإنسان من قسوة البرد وغضب السماء والطبيعة.

الناس لم تعد تحتمل
اللواء" تابعت ما يحصل وسألت بعض المواطنين العالقين في سياراتهم على هذه الطريق؛ وأجمع جميع من تحدثنا معهم على أن "الدولة تثبت كل يوم أنها فاشلة بكل المقاييس وعلى جميع الأصعدة".

وقال ع. ص. : " يا عيب الشوم بس شو هالفضيحة وين البلديات؟ وين وزارة الأشغال؟ دولة فاشلة خلّتنا نكفر، بدنا نوصل عبيوتنا، عنا ولاد ناطرتنا نوصل".

وتابعت زوجته: "الحمدلله رجعت صحيت الدنيا، ما بصير هيك، هالشغلة لحالا لازم تخلي الناس تبقى بالشارع وصرخات الثورة لازم تزيد، معقول ٣ ساعات بالسيارة والزعما والسراقين عم يتنعّموا بالدفا ببيوتهم وفِي ناس بيوتها غرقانة بالشتاء"؟ وأضافت: " دولة مش بس فاشلة، دولة أثبتت فشلها عكل الأصعدة".

وقال مواطن: " أنا من الجبل، وين زعما الجبل والشوف؟ بدنا نوصل عبيوتنا، كنت طالع آخذ إمي عند الدكتور ومني مضطر أجّل الموعد، الناس بتمرض وبتموت ووزراء الأشغال والبلديات بيسرقوا وبينهبوا، دولة حرامية فاشلين".

وأضافت سيدة: "والله قرفنا، يا عيب الشوم عالزعما الحراميي، شو بدنا نقول، اختنقنا، إذا بتشتي بتسكر الطرقات وبتطوف البيوت، الله ينتقم من هالحرامية".

وقالت س. ن. : " دولة فاشلة، ٤ ساعات بالطريق، معقول! إبني عمره سنتين نام ووعي نزلت عالطريق عملتله حليب، يا عيب الشوم، عم يحرقوا دمنا ونفسنا ونفس ولادنا، اذا ولادنا صرلن شي هني بيتحملوا المسؤولية؟ شو ما صرلنا برقبة هالحرامية".

ونزل أحدهم من سيارة الأجرة وكتب يافطة: " إذا إنت مع الثورة زمّر"، فنادوه من السيارات: " راح نختنق، إلنا ٣ ساعات بالطريق، إذا منزمّر بصير معنا إنفجار دماغ". فعاد إلى سيارة الأجرة.

مشهدٌ مخزي ومبكي؛ وجوهٌ متجهمة، أطفال تبكي داخل السيارات؛ سيارات غارقة في بحر الأمطار، وأخرى قطعت. بعض الأشخاص ترجّلوا من سيارات النقل المشترك وقالوا: " بدنا نتنفس، راح نمشي وبس يوصل الباص لحدنا منرجع نطلع".

إنها الدولة اللبنانية التي حين تسأل بعض مكوّناتها عن سبب الكوارث الإجتماعية، يكون الجواب: "البلد في فساد وما يجري ناتج عن هذا الفساد". جوابٌ يلقي اللوم على المجيب. أموال طائلة صرفت لوزارة الأشغال والبلديات، أين ذهبت؟ من المسؤول؟ وما الحل؟

أمطرت، فغرق المواطنون في بحر سرقة حقوق الإنسان، أمطرت، فذاب الثلج وبان المرج.