بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 كانون الأول 2018 12:06ص ندوة عن المبادرة الروسية لعودة النازحين - السنيورة: إذا لم يستقم الوضع بسوريا لن يستقيم بالمنطقة

زاسبكين: مهمتنا تنتهي بانتهاء الإرهاب في البلد

مقدمة حضور الندوة.. وبدا من اليسار الرئيس السنيورة، الوزير السابق قباني، والزميل سلام (تصوير: طلال سلمان) مقدمة حضور الندوة.. وبدا من اليسار الرئيس السنيورة، الوزير السابق قباني، والزميل سلام (تصوير: طلال سلمان)
حجم الخط
عقد «النادي الثقافي العربي» ندوة عن عودة النازحين السوريين بعنوان «أين أصبحت المبادرة الروسية؟»، حضرها الرئيس فؤاد السنيورة، سفير روسيا ألكسندر زاسبكين، مدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية الوزير السابق خالد قباني، رئيس لجنة الحوار الفلسطينية – اللبنانية الوزير السابق حسن منيمنة، النائبان السابقان عمار حوري وعاطف مجدلاني، المديرة العامة لوزارة السياحة ندى سردوك، نائب رئيس حركة «التجدّد الديمقراطي» أنطوان حداد، رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام، رضوان السيد، رئيس لجنة تجّار منطقة المصيطبة ومتفرّعاتها عبد الهادي محيسن، الناشطة الاجتماعية ومديرة مؤسسة «سوى» ربى عبد الهادي محيسن، ومهتمون.
*النشيد الوطني بداية، فكلمة تقديم من رئيس «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور خالد زيادة، ثم تحدّث مدير الندوة الدكتور زياد الصايغ، فذكّر بانطلاق المبادرة الروسية في العام الماضي، لافتا إلى أن «88% بحسب توصيف الدولة اللبنانية هم نازحون ويريدون العودة الى سوريا لأنها ارضهم، في حين ان 8% منهم يريدون مغادرة اراضي لجوئهم الى غير رجعة».
زاسبكين
بدوره، قال السفير الروسي: «في السنوات الاخيرة نحن نناقش هذا الموضوع في كل مكان، وهنا في بيروت، وفي منصات دولية. وفي كل المراحل كانت روسيا تقف الى جانب هذه القضايا الانساني منها والعسكري. ونتيجة للجهود المبذولة لمكافحة الارهاب أصبح بالامكان طرح مسألة عودة النازحين بسبب جهوزية عدد من الاماكن في سوريا لاستقبالهم، ولاستمرار العمل على مكافحة الارهاب في الوقت نفسه».
وإذ شدد على أهمية «توفير الظروف الملائمة في سورية لتأمين عودة النازحين»، أوضح أنّ «المبادرة الروسية ليست سياسية كما يرى البعض، انما هي انسانية ويجب ان تتحقق بعيدا عن أي تسوية سياسية».
وتطرّق الى موضوع إعادة إعمار سوريا والجوانب القانونية لاعادة إعمار الاحياء والممتلكات»، مطالبا بمساعدة بلاده لتسهيل هذه الامور، ومشيرا الى أن «القيادة الروسية تريد العمل بشفافية على هذا الصعيد»، ولافتا الى أنه «أعيد بناء سبعمائة مدرسة منذ تموز الماضي، اضافة الى تشييد مستوصفات وشق طرقات»، ومؤكدا أنّ هناك «ارتباطا بين اعادة الاعمار في سوريا والاستثمارات الدولية».
وعن التسوية السياسية في سوريا، أكد تشجيع بلاده على «الحوار الوطني»، مستنكرا «فرض الجانب الاميركي العقوبات على الشركات التي تريد اعادة اعمار سوريا».
وحول الوضع الأمني في سوريا، قال: «الهدف الاستراتيجي هو الحفاظ على سيادة البلاد»، لافتا الى أنه «من الصعوبة في المستقبل المنظور حصول تعاون روسي اميركي»، ونافياً في حوار مع الحضور، «وجود وصاية على سورية اليوم»، وقال: «مهمتنا تنتهي عندما ننتهي من محاربة الارهاب بالكامل في البلد».
الحلاج
من جهته، أشار المدير التنفيذي «للامانة السورية للتنمية» المهندس عمر عبد العزيز الحلاج الى «الجوانب الاقتصادية وحجم الدمار في سوريا المقدر بحوالي 150 مليار دولار، بغياب التقديرات الدقيقة»، لافتا الى أن «سوريا تخسر في كل شهر من الحرب تنمية سنة كاملة»، وموضحا أن «إعادة الاعمار تتطلب حركة اقتصادية في المنطقة ككل المستبعد حصولها في الوقت المنظور».
وإذ عرض لإشكاليات الحصول على قروض خارجية، عازيا ذلك الى «ارتفاع الديون الداخلية وربط الحصول على قروض بالحل السياسي»، وقال: «هناك حاجة الى 40 أو 50 مليار دولار من أجل تنشيط الاعمار والاقتصاد في السنوات الخمس المقبلة. وهذا سيتأمن جزء منه من خلال رؤوس اموال السوريين في الخارج وعودة النازحين الذي سيساهمون بجهودهم اليدوية في حراك اقتصادي».
محيسن
وتحدّثت الناشطة الدكتورة ربى محيسن عن «دور المجتمع المدني في سوريا وفي الدول المضيفة للنازحين»، موضحة أن «النظر لعودتهم ليس باعتبارهم أعدادا إنما هم عائلات لها حيثيات انسانية»، ومعتبرة أن «قضية عودتهم لم تعد ذات بعد اخلاقي وانساني بل أصبحت سياسية».
وأشارت الى أن «حقوق الانسان لا تزال مرعية في سوريا»، محذرة من الانعكاسات السلبية لعودة العائلات التي باتت تتشكل بغالبيتها من النساء نظرا لغياب الرجال»، وأوضحت أن «العودة ستتم على مراحل ويجب أن يرافقها رصد وتقييم، وأمين ضمانات فعلية أمنيا وسياسيا».
ياسين
أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور ناصر ياسين فعرض للمقاربة اللبنانية لأزمة النازحين وكيفية التعامل مع المبادرة الروسية، مشيدا بـ»دقة التقارير الروسية الواردة على موقع وزارة الدفاع الروسية».
وعن المبادرة الروسية، لفت الى أنها «لم تلق إستجابة دولية، ولا التزاما من الاوروبيين بتمويل إعادة الاعمار بحجة أنهم لا يريدون إعمار ما هدمه سواهم».
وتحدث عن الواقع اللبناني لجهة تلقف الرئيس سعد الحريري قبول المبادرة الروسية بعد إطلاقها بيومين، معتبرا أن ذلك قد «خفف من السجال السياسي الداخلي حول النازحين وعودتهم، والذي ما لبث أن عاد».
السنيورة
وأخيرا، قال الرئيس السنيورة: «إننا نتحدث عن قضية صاخبة جدا، ونحن بحاجة الى قراءة هادئة للوصول الى نتائج»، مضيفاً: «هناك مثل عربي يقول الجمل بنية والجمال بنية، أي أن كل طرف يعمل بحسب الفكرة السائدة في عقله. ان المشكلة كبيرة ولا تتعلق فقط بالاعمار، وباستخدام سوريا مساحة لتصفية الحسابات، بل لها جوانب إنسانية تتعلق بأوضاع الناس، لذلك يجب معالجة الأمور المتعلقة بقضايا الناس».
وتوقف عند تعاطي اللبنانيين مع مسألة النزوح السوري، فقال: «أصبحت بندا في المزايدات الشعبوية والسياسية، وهي تفاقم المشكلة في الداخل اللبناني»، مضيفاً: «نريد أن يعود السوريون الى أرضهم أمس قبل اليوم، وإذا لم يستقم الوضع في سوريا فلن يستقيم لا في لبنان ولا في المنطقة، فالمعالجات حتى الآن ليست على مستوى المشكلات».