بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الأول 2017 12:25ص الأولوية لبنان أم حسابات أخرى..؟

حجم الخط
.. وأخيراً اجتازت الحكومة اختبار التضامن، والتمسّك بالنأي بالنفس، بيانياً على الأقل، وانتظار الأيام المقبلة لمعرفة حجم الالتزام الفعلي، بمنطق الحكمة والعقل، الذي يُساعد على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، لبنانياً وإقليمياً، من دون الوصول إلى مهاوي الانهيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لا شك أن بيان مجلس الوزراء يلبي طلب رئيس الحكومة من جميع الشركاء في السلطة، بتجديد وإعلان التزامهم بسياسة النأي بالنفس والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للأشقاء العرب، وخاصة الدول الخليجية، ولكن ذلك لا يعتبره الرئيس الحريري نصراً له، بقدر ما هو انتصار للبنان واستقراره، بعد فترة الاهتزاز التي داهمته طوال الشهر المنصرم.
المهم أن يكون الالتزام هذه المرة، بما ورد في خطاب القسم، وما أكد عليه البيان الوزاري، وما توافقت عليه الأطراف السياسية في جلسة مجلس الوزراء أمس، جدياً، أخلاقياً ووطنياً، لأن مرحلة التهادن والتسامح مع لبنان قد انتهت، بعدما أصبح الخطر الذي يُهدّد أمن الدول الخليجية، لا سيما المملكة السعودية، مصدره عناصر لبنانية مرتبطة بأجندة غير عربية، ولا ضرورة لتكرار الحديث دائماً عن العلاقة العضوية التي تربط «حزب الله» بالحرس الثوري الإيراني، والمراجع القيادية في طهران.
والتذكير بالبند الثاني من المبادئ العامة للميثاق الوطني والذي ينص على أن «لبنان عربي الهوية والانتماء» هو من باب تأكيد المؤكد بأن الانتماء إلى المجموعة العربية يفرض الالتزام بمصالح الدول والشعوب العربية، والتنسيق معها في كل ما يخدم المصالح العربية المشتركة، والتي تبقى في صلب المصالح اللبنانية العليا.
فهل يُؤمِن «حزب الله» بأهمية الابتعاد عن صراعات المنطقة للحفاظ على ما تبقى من أمن واستقرار في البلد، أم أن أولوياته في مكان آخر؟