بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 آب 2020 07:16ص الإقفال حتى آخر رمق من أنفاس اللبنانيين..!

حجم الخط
على طريقة «.. وتكسّرت النصالُ على النصالِ»، تتوالى الأزمات على رؤوس اللبنانيين، الواحدة أخت الأخرى، في ظل حكومة عاجزة ودولة فاشلة، وحالة من التخبط والضياع تُضاعف مشاعر الغليان والقلق، وتزيد من اندفاع المحبطين نحو الهجرة بحثاً عن مستقبل آمن لعائلاتهم، وسعياً لحياة مستقرة وهانئة لأولادهم.

في خضم الانهيار المالي والمعيشي الذي قلب حياة اللبنانيين رأساً على عقب، عصف الانفجار الزلزالي بالأحياء الآمنة في بيروت، وحوّلها إلى مناطق من الخراب والدمار، وشرد آلاف العائلات، وأوقع مئات الضحايا بين قتيل وجريح.

وكأنه لم يكن ينقص البلد المنكوب إلا تفشي وباء الكورونا بهذه النسب العالية، والإرباك الرسمي الحاصل بمواجهة تحديات الجائحة التي اجتاحت العالم. وآخر مشاهد الإرباك والضياع، القرار العشوائي بإقفال البلد من جديد، بحجة الحد من انتشار «الكوفيد 19»، في حين أن الإصابات استمرت بالارتفاع بعد الإقفال في مختلف المناطق، مسجلة أرقاماً قياسية وغير مسبوقة في البلد المنكوب.

وعوض أن تسارع الدولة والجهات الصحية المعنية إلى تجهيز بعض المستشفيات الميدانية التي تبرع بها الأشقاء والأصدقاء، والتي فاضت عن حاجة علاج المصابين بالانفجار المريع، اختارت الخطوة الأسهل على الدولة، والأصعب والأكثر إرهاقاً للناس، والقاضية بتجميد النشاطات الحيوية والضرورية لتحريك الاقتصاد المتهاوي، وتأمين الحد الأدنى من الإنعاش للقطاعات التجارية والسياحية، التي تُعاني أصلاً من الجمود والركود، بعدما انهارت قيمة العملة الوطنية، وسقطت معها آلاف المؤسسات، وارتفعت معدلات البطالة بشكل مخيف.

لقد ارتفعت نسب تفشي الكورونا في مختلف أنحاء العالم، بعدما أنهت الحكومات إجراءات الإقفال العام والحجر على حركة المسافرين، ولكن لم تُقدم تلك الحكومات على إعادة الإقفال العام، بل على العكس، بل عمدت إلى وضع خطط الإنعاش الاقتصادي وتحريك قطاعات الإنتاج والخدمات، وتشددت في تطبيق الإجراءات الاحترازية، تحت طائلة الغرامات العالية، وشجعت حركة المطارات لتنشيط الحركة السياحية والتجارية، وفتحت أبوابها لاستقبال السياح لتعويض ما فاتها في أشهر الإقفال الكوروني!

الطبقة الحاكمة ليست فاسدة وعاجزة وحسب، بل هي أوصلت البلد إلى درك الدول الفاشلة، بسبب الجشع المالي، والتواطؤ المهين بين أطرافها، والإصرار على سياسات الإنكار والمكابرة، حتى آخر رمق من أنفاس اللبنانيين!