بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الأول 2020 07:21ص الرئيس العاقل: مطيعاً أم قادراً؟

حجم الخط
...وأخيراً جمعت رحلة التعزية بأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في طائرة واحدة، وأتاحت لهما فرصة الحديث عن أوضاع البلاد المأزومة والمتردية، وما يرافقها من تعثر متزايد للسلطة، أصبح يُهدد وجود الدولة، بعدما ألغى دورها الفاعل في إدارة شؤون هذا الشعب المنكوب.

لا الفراغ الحكومي، ولا الانهيارات الداهمة لكل القطاعات الحيوية، ولا تداعيات كارثة زلزال المرفأ، ولا اندفاعة المبادرة الفرنسية، وما وفرته من فرص للإنقاذ، ولا حتى اعتذار الرئيس المكلف تأليف الحكومة العتيدة، استطاعت أن تكسر حائط الجليد السميك بين بعبدا وعين التينة، والذي يُجسّد أساساً واقع انعدام الكيمياء بين الرئيسين، منذ ما قبل وصول العماد إلى قصر بعبدا.

ومما زاد الطين بلّة، ذهاب الرئيسين بعيداً في التخفيف من عواقب بقاء البلد بلا حكومة كاملة الصلاحيات الدستورية، تستطيع مفاوضة صندوق النقد الدولي، وتُعيد فتح أبواب المساعدات الخارجية. فرئيس الجمهورية يستنكف عن تعيين مواعيد الاستشارات النيابية الإلزامية لتسمية الرئيس المكلف، وإطلاق عملية التأليف في أسرع وقت ممكن، طارحاً عُرفاً مستجداً يقضي بالاتفاق على التأليف قبل التكليف.  في الوقت الذي راشق فيه الرئيس نبيه بري رؤساء الحكومات السابقين بتهم التفرّد بتشكيل الحكومة، وإيصال الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى منصة الاعتذار.

 ورغم حرص رئيس مجلس النواب على الحفاظ على شعرة معاوية مع الرئيس الحريري الذي يُعتبر أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة العتيدة، فقد جاء كلام بري حول «إن البحث ما زال جارياً عن رئيس وزراء عاقل»، ليطرح أكثر من علامة استفهام حول المقصود بكلمة «عاقل»: هل يعني أن يكون «مطيعاً» و«متساهلاً» وعاملاً بشعار «أم الصبي»، أم يكون من أصحاب الخبرة في الحوار مع الكتل البرلمانية والاعتدال في المواقف السياسية، والمشهود له بالقدرة على مواجهة تحديات هذه المرحلة المعقدة؟

الواقع أن المطلوب تحلّي الجميع بالحكمة والعقلانية، والتخلي عن سياسات الهيمنة والاستئثار، وتغليب مصلحة الوطن الجريح وشعبه الطريح على كل ما عداها من مصالح فئوية وحزبية وشخصية.

 فهل يتحقق مثل هذا الحلم؟