بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الأول 2023 12:05ص الغزو البرِّي لغزة فرصة لهزيمة جديدة

حجم الخط
القصف الوحشي والمدمر لأحياء غزة، والتهديد بأن الإجتياح البري أصبح وشيكاً، يكشف حالة التخبط والهلع التي تعيشها دوائر القرار الإسرائيلية، بعد الضربة ــ الصدمة التي تلقتها تل أبيب في صبيحة ذلك اليوم الأغر، بشجاعة المقاومين الفلسطينيين، الذين هزموا أسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»، وإنتصروا على كل التكنولوجيات والأجهزة المتقدمة، والتي كلفت المليارات من الدولارات، على حد قول ضابط إسرائيلي لجريدة « نيويورك تايمز»، التي نشرت تقريرًا مفصلاً، حول الأسباب والملابسات التي أحاطت بهزيمة الجيش الإسرائيلي، في المستوطنات القريبة من غزة.
تهويل نتانياهو بحشد مئات الألوف من الجنود لغزو غزة، لن يُغيّر من مشهد الحرب شيئاً، بل سيؤدي إلى وضع حبل لجان التحقيق والمساءلة حول عنق رئيس الحكومة الإسرائيلية، والذي أصبح مستقبله السياسي في خطر. 
مخاطرة نتانياهو بزج ما تعداده ٢٠٠ ألف جندي في معركة غزة البرية، سيعرض الجيش الإسرائيلي لخسائر فادحة، نظراً للكثافة السكانية غير العادية، أكثر من مليوني نسمة، وقدرتهم على مقاومة الغزاة، وإيقاع إصابات موجعة في صفوفهم. 
ثمة إعتبارات  وحسابات تتجاوز لغة الأرقام في الحروب، لا بد من إعطائها ما تستحقه من إهتمام. فمثلاً ، كل مقاتل ، بل كل شاب وكل كهل، قادر على حمل السلاح في غزة، هو مشروع شهيد، ويتمنى أن يقضي في ساحة الوغى دفاعاً عن أرضه، والإرتقاء إلى مستوى الشهادة. 
غزة قادرة أن تتحمل خمسين ألف شهيد في المعركة البرية، فهل جيش العدو قادر أن يتحمل سقوط خمسمائة عسكري فقط في صفوفه، وماذا لو إرتفعت خسائر الإسرائيليين إلى أكثر من ألف بين ضباط وجنود؟
أما الدعاية الأميركية المعهودة بتقديم المساعدات المفتوحة للكيان الصهيوني، وإرسال حاملة الطائرات الأكبر في الجيش الأميركي، فيبقى تأثيره في ميدان المعركة محدوداً، لأن القصف الجوي مهما إشتد أواره لا يستطيع حسم المعركة على الأرض. 
وها هي الولايات المتحدة وحلفاؤها يرسلون المساعدات والتجهيزات العسكرية الأكثر تطوراً في العالم إلى أوكرانيا،وبمليارات الدولارات، دون أن تتمكن كييف، ليس من حسم الحرب لمصلحتها وحسب، بل دون أن تفلح في صد الهجمات الروسية شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً. 
الإجتياح الإسرائيلي البري لغزة ليس نهاية المقاومة، بل قد يكون فرصة لإلحاق هزيمة جديدة بجيش العدو!