بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2023 12:00ص المقاصد باقية والأشخاص زائلون

حجم الخط
الضجة القائمة حول التسمية الملتبسة لثانوية «خديجة الكبرى»، التابعة لجمعية المقاصد الإسلامية الخيرية في بيروت، تحتاج معالجتها والحد من مضاعفاتها، إلى الكثير من الحكمة وسعة الصدر والتروي .
في المبدأ ليس مقبولاً حذف اسم زوجة الرسول العربي «خديجة بنت خويلد» عن المدرسة التي طالما عُرفت المنطقة باسمها، وهي تُجسّد برمزيتها وقيمتها الإيمانية، أحد الأهداف السامية التي أطلق المؤسسون الأوائل جمعية المقاصد الإسلامية الخيرية قبل ١٤٥ سنة، وحرصوا على أن تحمل مدارسها أسماء الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين وكبار القادة والشخصيات في العهد الإسلامي الأول، تأكيداً لرسالة الجمعية في نشر مبادئ الدين الحنيف، وتعميم ثقافة الإعتدال والحوار في الوسط الإسلامي، وتنشئة أجيال تتخذ من العلم منهجاً للمساهمة في تطوير مجتمعها وبلدها.
كما أنه ليس مبرراً القيام بأعمال شغب، وتعريض هذه المدرسة أو منشآت مقاصدية أخرى للأذى، ولو عن غير قصد، لأن المهم الحفاظ على المؤسسة الأم ومدارسها، بما تشكله من مناهل للعلم والإيمان، خاصة وأن المسؤولين في الجمعية أكدوا أن لا نية إطلاقاً في تغيير اسم المنشأة إلى «ليسيه المقاصد» وحذف اسم «أم المؤمنين خديجة الكبرى»، لا سيما وأن العديد من المدارس التابعة لمؤسسات دينية مسيحية تحمل أسماء رموز إيمانية مثل مدارس الفرير والقلب الأقدس ومار يوسف ومريم البتول وسانت ريتا وسانت تيريز وغيرها كثير.
قد يكون ثمة تقصير من جانب الإدارة المقاصدية في توضيح الخطوة الملتبسة، وتصحيح أي خطأ محتمل في تعليق اليافطة الجديدة، بسبب غياب رئيس مجلس الأمناء فيصل سنو في الخارج، ولكن ذلك لا يمنع من تولي المرجعية الروحية هذا الملف الحساس لمعالجته بهدوء، وتطويق حالة الغضب التي سادت الشارع البيروتي.
ويجب أن لا يغيب عن بال أحد أن الأساس هو الحفاظ على المقاصد: المؤسسة والمستشفى والمدرسة والجامعة، ونقاوة ما تمثله في وجدان المسلمين.
الأشخاص زائلون. المقاصد هي الباقية، ويجب الحفاظ عليها برموش العين، وبعيداً عن المزايدات الشعبوية.
نعم.. المقاصد أولاً، وقبل أي إعتبار آخر.