بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الثاني 2024 12:05ص بين حراك الخماسية والقطيعة السياسية!

حجم الخط
بدأ حراك سفراء الخماسية الأسبوع الماضي في الإجتماع الذي عُقد في دارة السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة، حيث تم التوافق على آلية التحرك الجديد، بعد تقييم سريع للمرحلة السابقة. وإنطلقت مشاورات السفراء أمس في اللقاء مع الرئيس نبيه برّي، معلنين بدء العد العكسي لمحاولة إختراق جدار الأزمة السياسية، من خلال إزالة المعوقات التي تُعطل الإنتخابات الرئاسية في لبنان. 
الحديث عن عودة إتصالات الخماسية ليس وليد الأمس، بل بدأ مع مطلع العام الجديد، حيث بدأت الإستعدادات الأولية، بإنتظار وصول السفيرة الأميركية الجديدة ليز جونسون إلى بيروت، ومباشرة عملها الدبلوماسي بعد تقديم أوراق إعتمادها لوزير الخارجية، حسب الأعراف الدبلوماسية المتبعة. 
المستغرب فعلاً، أن هذه الحركة الناشطة من سفراء أميركا والسعودية وفرنسا ومصر وقطر، قوبلت ببرودة ظاهرة من الأطراف السياسية، التي ما زالت تتصرف وكأن الشغور الرئاسي أصبح واقعاً مسلماً به، رغم كل ما يشكله من تداعيات على الأوضاع المتدهورة أصلاً في البلد، والقيادات الحزبية تدلي بالتصريحات الشعبوية، بحجة الدفاع عن المركز المسيحي الأول في هرم الدولة، دون أن تُقدم على أي خطوة من شأنها أن تساعد في تقريب المواقف المتباعدة، وتمهد للوصول إلى نقطة وسط تفك عقد الأزمة السياسية، التي تفتُك بما تبقى من مقومات الدولة. 
هذا الجمود المهيمن على الحركة السياسية، والقطيعة الغير مسبوقة بين القيادات الحزبية، ترسم صورة كاريكاتورية لسياسيي آخر زمان، وكأن كل واحد منهم ينتظر وراء الباب ليستقبل السفراء والوسطاء، دون أن يقوم بأي مجهود لحلحلة عقد الأزمة المتفاقمة التي يتخبط فيها البلد منذ أربع سنوات، وكأنه ينتظر من الأشقاء والأصدقاء في الخماسية، أن يتولوا إيجاد الحل السحري للخلافات المزمنة والأنانية التي أوصلت البلد إلى الإنهيارات المتتالية، وأن يتحملوا مسؤولية الإنقاذ، ويحافظوا على حصص المتسلطين على الطوائف في كعكة السلطة ومغانمها! 
كان من الطبيعي أن يستنفر السياسيون علاقاتهم المحلية والخارجية للدفع بإتجاه إنهاء الشغور الرئاسي، وإعادة الإنتظام للمؤسسات الدستورية والإدارية، والتوصل إلى صيغة تسوية مرحلية للخروج من النفق المظلم، تجاوباً مع مساعي الخماسية، ورأفة بمعاناة هذا الشعب المنكوب بمنظومته السياسية. 
ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود!