بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 كانون الأول 2020 07:05ص بين فول الحكومة ومكيول الناس..!

حجم الخط
هبّة باردة وهبّة ساخنة، هو الوصف الأدق لأزمة التأليف الحكومي، التي مازالت حبيسة المشاورات الماراتونية بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والتي مازالت تدور حول بعض الأسماء، وتُناقش توزيع بعض الحقائب الوزارية.

 اللقاء الثالث عشر الذي تم أمس بين الرئيسين، بمساعي البطريرك الراعي مع الطرفين، توصل إلى حلحلة بعض العقد، ولكنه لم يصل إلى الخاتمة السعيدة، ومع ذلك خرج الرئيس المكلف ليُبشر اللبنانيين بقرب الولادة الحكومية، وقبل عيد الميلاد، أي خلال الساعات المقبلة!

 مع كل لقاء يحصل في قصر بعبدا للبحث في الملف الحكومي، يحبس اللبنانيون أنفاسهم، لإدراكهم بحجم الفجوة التي تفصل بين مواقف رئيس الجمهورية وفريقه الحزبي، والرئيس المكلف الذي يصرّ على الحفاظ على مضمون المبادرة الرئاسية الفرنسية، ويتحرك في دائرة حكومة إختصاصيين غير حزبيين، توحي بالثقة للمجتمع الدولي الذي ينوي تقديم الدعم والمساندة للبنان في محنته الحالية، وتستطيع إتخاذ بعض الخطوات الضرورية في الداخل، من شأنها أن تُخفف من الضغوط المالية والمعيشية التي أرهقت كاهل اللبناني، وتُهدد لقمة عيشه ومصير عائلته.

 لا داعي للتذكير بأن اللبنانيين متروكون لمصيرهم، في ظل الغياب المفجع للدولة عن مسرح الأزمات المتناسلة، ويتعامل المسؤولون مع عملية تأليف الحكومة العتيدة وكأن البلد بألف خير، متناسين نكبة الإنفجار في المرفأ وتداعياتها المأساوية على العاصمة وأهلها، ومتمسكين بأساليب المكابرة والإنكار للإنهيارات المتوالية، وما يعانيه هذا الشعب المعذب، بعدما سرقوا جنى العمر، ونهبوا الدولة وأوقعوها في مهاوي الإفلاس.

 تبين لفريق إستقصائي مسح أعمال الترميم في منطقتي الجميزة ومار مخايل، أن أصحاب كل الورش العاملة لم يتلقوا قرشاً واحداً كمساعدة من الدولة، أو من البلدية، أو من أي مؤسسة رسمية، وأن العمل يتم بتمويل من تبرعات جمعتها جمعيات وهيئات المجتمع المدني، أو من أصحاب المنازل والمؤسسات أنفسهم ، وهم قلة!

في ظل هذا الواقع المظلم هل يحقق أهل الحكم الإختراق المنشود في الملف الحكومي، وتكون الحكومة العتيدة بمثابة هدية الميلاد، بعد طول إنتظار؟

الحذر واجب مع هذه المنظومة السياسية التي إعتادت التضحية بكل شيء، حفاظاً على مصالحها الحزبية والأنانية.

 والرئيس نبيه بري يقول: لا تقول فول حتى يصير بالمكيول!