بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آب 2019 12:17ص تجدُّد كوارث النفايات والحكومة في غيبوبة..!

حجم الخط
ما حصل في منطقة الضنية، حول مطمر «تربل»، يُعتبر أول الغيث للمرحلة السوداء المقبلة على مختلف المناطق اللبنانية، بسبب عودة أزمة النفايات من أبواب الإهمال الرسمي العريضة.

أربع سنوات مرَّت على اندلاع أسوأ مشكلة بيئية عرفها لبنان في تاريخ دولة الاستقلال، ومع ذلك لم يُحرك أهل الحكم ساكناً، واكتفوا بعقد الاجتماعات، وتقاسم صفقات المطامر في بيروت وبرج حمود وبقية المناطق، بحجة اعتماد تلك الحلول المؤقتة، بانتظار وضع مخطط شامل لمعالجة هذه المشكلة التي تهدد صحة الناس.

أربع سنوات مضت، وعادت الأزمة تطل برأسها من جديد، وفي أكثر من منطقة، فيما طواحين الكلام الحكومية تطحن الوعود والنظريات، وأهل الحل والربط مختلفين على الصفقات والمحاصصات، ومعطلين لكل الحلول الجذرية والعصرية المناسبة لتخليص الناس من أخطار التلوث البيئي القاتل، والزاحف على مدن الساحل وبلدات الجبال، تحت أنظار أهل السلطة، وقد يكون برعايتهم أحياناً!

الشرارة انطلقت هذه المرة من الشمال، ولكن وضع بيروت في حالة غليان بعد إنذار اتحاد بلديات الضاحية بإقفال مطمر كوستا برافا أمام نفايات العاصمة، التي ما زالت بلديتها ضائعة في الخطوات الأولى الواجب اتخاذها، لوضع هذه المشكلة على سكة المعالجة الصحيحة والشفافة، بعيداً عن المزايدات وروائح السمسرات الكريهة المنبعثة من مشروع المحرقة. لا حملة توعية لاعتماد الفرز من المصدر، مثلاً، ولا كلام عن حلول علمية وبيئية مقبولة غير مشروع المحرقة، الذي ما زال يبحث عن الأرض التي سيُقام عليها.

الوضع في صيدا ليس أحسن حالاً من بيروت، بعد إقفال معمل فرز النفايات في المدينة، التي رزحت شوارعها تحت تلال النفايات، التي تحولت إلى ينابيع للتلوث بمختلف أنواع الملوثات الهوائية.

أما في طرابلس، فما زال جبل النفايات المجاور للشاطئ الأزرق، يُعتبر من معالم العاصمة الثانية «الحديثة»، بعدما فشلت جميع المحاولات لإيجاد المعالجات المناسبة لهذه الكارثة البيئية، والتي تحتل أيضاً جزءاً مهماً من أرض المنطقة الاقتصادية، التي ما زالت في عالم الغيب رغم مرور أكثر من ست سنوات على صدور مرسوم إنشائها!

كارثة نفايات جديدة على الأبواب، والحكومة في شبه غيبوبة، رغم عودتها إلى الاجتماع بعد مصالحة بعبدا الأخيرة!