بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الثاني 2023 12:05ص تحديات أمام قمتي الرياض

حجم الخط
إنعقاد القمة العربية في الرياض اليوم خطوة ضرورية ولا بد منها، خاصة وأن قمة الدول الإسلامية ستعقبها غداً، وعلى جدول أعمال القمتين بند واحد: الحرب في غزة، وسبل إيقافها، وإنقاذ أهالي القطاع من المجازر اليومية التي ترتكبها قوات العدو الإسرائيلي، ووقف حرب الإبادة العنصرية الحاقدة التي تستهدف البشر والحجر، بوحشية غير مسبوقة، وتجاوزت كل روايات الهوكولوست المزعوم.
قد يكون موعد القمتين قد تأخر بعض الوقت، وبعد مضي شهر وبضعة أيام على بدء العدوان الهمجي على المدنيين في غزة، ولكن لا بد من الإعتراف، في الوقت نفسه، أن التحديات الكبيرة التي رافقت بدايات العدوان، خاصة على مستوى التأييد الأميركي الأعمى، ومجاراة الإتحاد الأوروبي لموقف واشنطن، كانت تتطلب تذليل العديد من العقبات أمام تحقيق الحد الأدنى من النجاح لأي إجتماع على مستوى القمة، خاصة بعد التجربة غير المشجعة لنتائج قمة القاهرة الدولية، والتي إنتهت بتكريس التباينات بين المواقف العربية والأوروبية من إدانة العدوان الصهيوني والغارات الإجرامية ضد المدنيين. 
طبعآً لا أحد بوارد إرسال الجيوش للدفاع عن الشعب الفلسطيني أمام آلة الحرب الصهيونية المتغطرسة، كما حصل في حرب ١٩٤٨. ولكن يبقى المطلوب من القمتين العربية والإسلامية الضغط بمختلف الوسائل السياسية والديبلوماسية والإقتصادية، على واشنطن وعواصم البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن، للتوصل إلى قرار أممي يفرض على تل أبيب وقف فوري لإطلاق النار، وإيقاف المجازر اليومية ضد الأطفال والنساء والمدنيين العزّل في غزة، ورفع الحصار الجائر، والذي يتنافى مع أبسط مبادئ حماية المدنيين في قوانين الحروب الدولية، وذلك بغية إدخال المساعدات الحياتية، من دواء وغذاء ومياه ووقود، إلى غزة التي توقفت معظم مشافيها عن العمل، وانتشرت المجاعة بين السكان. 
ومن البديهي أن يتضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن نصاً واضحاً بإنسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وتكليف قوات عربية ودولية بالإشراف على تنفيذ خطوات الإنسحاب، والتمهيد للسلطة الفلسطينية بإستلام إدارة القطاع، بعد وقف كل أعمال العنف في غزة والضفة، ووضع آلية دولية بتنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. 
تنفيذ مثل هذه القرارات ليس عملية سهلة، ودونه صعوبات عديدة، ويتطلب إجراءات جذرية، قد تبدأ بتغيير حكومة نتانياهو والأحزاب المتطرفة في تل أبيب، وتصل إلى تدعيم السلطة الفلسطينية لتكون محاوراً قادراً على خوض مفاوضات تحقيق السلام وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. 
إحتضان المملكة العربية السعودية للقمتين العربية والإسلامية تأكيد جديد للدور المحوري الذي تقوم به المملكة ليس عربياً وإسلامياً وحسب، بل وعلى المستويين الإقليمي والدولي أيضاً، ونجاح تنفيذ قرارات القمتين، سيشكل نجاحاً جديداً ومضاعفاً للقيادة السعودية وأميرها الشاب محمد بن سلمان.