بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 كانون الأول 2023 12:05ص تمرُّد إسرائيلي على القرار الأميركي؟

حجم الخط
لم يكن ينقص الوضع اللبناني المأزوم غير وقوع حادثة التلفريك أمس، التي أشاعت أجواء من القلق، ليس في أوساط العائلات العالقة بين السماء والطارق، بل على مستوى المعنيين بالحركة السياحية بشكل عام، خاصة وأن الموسم السياحي الشتوي انتعش في اللحظات الأخيرة، مع موجة الحماس التي دفعت أفواجاً من المغتربين الى المجيء للوطن الأم، لتمضية إجازة الأعياد مع الأهل والأصدقاء. 
الحادث قد يكون سببه «تقصير ما» في عمليات الصيانة الضرورية، لمثل هذا المرفق الحيوي، وما قد ينتج من أخطار في حال وقوع عطل مفاجئ في ميكانيكية الجهاز. ولكن سرعة تلبية عناصر الدفاع المدني لأعمال الإغاثة والإنقاذ، ساعدت في تخفيض نسبة المخاطر المحدقة بالركاب، الذين خرجوا كلهم سالمين بعد ساعات من حبس الأنفاس، نظراً للتضاريس الصعبة التي توقفت فيها وحدات التلفريك. 
ولكن هذا الحادث الذي استأثر بإهتمام وسائل الإعلام، لم يصرف الأنظار عن التطورات الساخنة في الجنوب، والتي تشهد تصعيداً مضطرداً في حركة الإشتباكات، دخلت فيها أسلحة نوعية جديدة، ومسار تبادل التراشق المدفعي والصاروخي، مع دخول الطيران الحربي من الجانب الإسرائيلي، والمسيّرات الإنقضاضية من جهة حزب الله، يوحي وكأن الوضع على الحدود الجنوبية على وشك الخروج عن «قواعد الإشتباك»، ويقترب من مرحلة الإنفجار الشامل، الذي يدفع به العدو الإسرائيلي، على إيقاع الواقع الهستيري السائد في أوساط الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب، بعد الفشل الذريع الذي منيت به الحملة البرّية على غزة. والخسائر الفادحة، وغير المسبوقة، في الرجال والعتاد.
ورغم كل التهديدات المذعورة التي يُطلقها جنرالات الحرب ضد لبنان، فإن مفتاح الحرب يبقى بيد واشنطن، التي تضغط بقوة على تل أبيب لتجنب فتح الجبهة الشمالية مع لبنان، تفادياً للإنزلاق إلى حرب إقليمية، غير مضمونة النتائج بالنسبة للطرفين الأميركي والاسرائيلي. 
وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قادم إلى المنطقة بزيارة رابعة منذ إندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي جعبته مشاريع قرارات لمعالجة الوضع في اليوم التالي بعد وقف الحرب، دون أن يجد الصيغة المناسبة لإقناع حلفائه في تل أبيب بوقف إطلاق النار، أو على الأقل، وقف الغارات والمجازر ضد المدنيين، وتسهيل إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. 
فما جدوى جولته، والحالة هذه، على العواصم العربية في ظل التمرد الإسرائيلي على القرار الأميركي؟