بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الأول 2023 12:05ص جبهة الجنوب والفشل في غزة

حجم الخط
التصعيد المتعمد للعدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، يكشف نوايا حكومة نتانياهو المستمرة لتوتير الجبهة الجنوبية، واللعب على شفير المواجهة المفتوحة مع لبنان، في إطار المحاولات المستميتة من قبل تل أبيب لتغطية الفشل الذريع الذي منيت به الحملة البرية على غزة، والعجز عن تحقيق أهداف الحرب الهمجية التي يشنها الكيان الصهيوني على القطاع الصامد، رغم وحشية الغارات اليومية المكثفة على الأحياء المدنية   على إمتداد جغرافية غزة من الشمال إلى الجنوب. 
لم تنفع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة في تغيير قواعد الإشتباك، التي إلتزم بها حزب الله، منذ الأيام الأولى لإندلاع الحرب الإجرامية على غزة، رغم اللجوء إلى إستخدام أسلحة نوعية للرد على الإعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف القرى الآمنة، وتقصف سيارات المدنيين وبيوتهم وحقولهم، مخلّفة الضحايا من المدنيين،  والدمار في ساحات الشريط الحدودي.
المفارقة الواضحة على جانبي الحدود، أن سكان القرى الجنوبية اللبنانية مازال معظمهم صامد في بيوتهم، رغم وحشية قصف الطيران الحربي الإسرائيلي، وسقوط الضحايا والشهداء، في حين أن المستوطنين الإسرائيليين هجروا مستوطناتهم، وأصبحت المناطق المحتلة المحاذية للحدود اللبنانية خالية من سكانها، الذين أعلنوا رفضهم العودة إلى منازلهم، طالما إستمرت الإشتباكات اليومية مع حزب الله، والتي تقوم على معادلة المدني مقابل مدني، والمنزل مقابل المنزل، والموقع العسكري مقابل الموقع المقابل. 
التحذيرات الأميركية المتكررة للإسرائيليين من مغبة فتح الجبهة مع لبنان لم تعد خافية، تحسباً لتداعيات تحوّل المواجهة إلى حرب إقليمية، تسعى واشنطن مع عواصم المنطقة إلى تجنبها في عام الإنتخابات الرئاسية الأميركية، التي بدأت ترمي بظلالها على البيت الأبيض، بسبب الحرب الوحشية على غزة، والتحولات الجذرية الواسعة التي طرأت على الرأي العام الأميركي، ومع التغيير الواضح في تعامل الإعلام الأميركي مع المجازر الإسرائيلية اليومية ضد الأطفال والنساء في غزة، وحرب الإبادة التي تهدد أكثر من مليوني فاسطيني، يعانون من الحصار الجائر الذي يمنع عنهم المواد الغذائية والأدوية والمياه والوقود، فضلا عن التدمير الممنهج للمستشفيات العاملة في شمال القطاع وجنوبه، دون أي إعتبار لمراعاة الظروف الإنسانية، التي نص عليها قانون الحرب الدولي، لحماية المدنيين في الحروب. 
أحد المحللين العسكريين الإسرائيليين تساءل في مقابلة تلفزيونية: نقاتل حماس منذ ثمانين يوماً دون أن نحقق أي من أهداف الحرب التي أعلنها نتانياهو في اليوم الأول للحرب، وكانت خسائرنا في الرجال والعتاد غير مسبوقة في تاريخ حروبنا السابقة. فهل نستطيع خوض حرب أخرى مع حزب الله، الذي تفوق ترسانته الصاروخية عشرات المرات ما لدى حماس في غزة؟