بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيلول 2023 12:32ص جرس إنذار أميركي وقطري

حجم الخط
غريب أمر المنظومة السياسية التي تُحاول دائماً إخفاء خلافاتها التافهة والأنانية، بستار الأطراف الخارجية، تهرباً من تحمل مسؤولية عجزها عن إدارة شؤون البلاد والعباد، وإنكاراً لفشلها في إدارة الأزمات المتناسلة، ومواجهة الإستحقاقات الداهمة. 
وآخر فصل من فصول هذه المهزلة المحزنة، إطلاق الأحاديث الساذجة عن خلافات بين المندوبَيْن الأميركي والفرنسي في إجتماع الخماسية الأخير في نيويورك، بعدما طلبت الأميركية بربارة ليف ضرورة تحديد سقف زمني، لمهمة الوساطة التي يقوم بها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان.
في حين إعتبرت أوساط ديبلوماسية عربية متابعة لتفاصيل إجتماعات الخماسية، أن الكلام الأميركي عن تحديد فترة زمنية لمساعي التوفيق بين الأطراف السياسية المتنازعة، هو موجّه بالدرجة الأولى إلى هذه الأطراف اللبنانية، التي مازالت تتصرف وكأن أوضاع البلد المنهارة قادرة على تحمل المزيد من تعطيل الدولة، وتفاقم حالة الشلل والتسيّب في المرافق العامة، إلى جانب الإمعان في فرض الشروط والشروط المضادة، ولو على حساب مصالح البلد والشعب المنكوب. 
والأنكى من كل ذلك، أن السياسيين اللبنانيين يتعاملون مع حرص الأشقاء والأصدقاء في الخماسية على إنهاء الأزمة الرئاسية، بكثير من الإستخفاف بالجهود التي تبذلها هذه الدول لمساعدة لبنان على الخروج من جهنم أزماته، غير عابئين بإحتمال أن توقف هذه الدول مساعيها الطيبة، في حال أيقنت عقم التعاطي مع المنظومة السياسية الفاشلة والفاسدة في لبنان، وبالتالي تترك بلد الأرز يواجه قدره مع كتل نيابية وأحزاب سياسية لا تعرف غير المعاندة والمكايدة في تعاطي العمل السياسي، وتجاهل مرير على أن بلدهم قام على معادلات سياسية ووطنية دقيقة تراعي التوازن بين مكونات النسيج اللبناني، وأن أي خلل يُصيب هذا التوازن من شأنه أن يجر الوبال على البلد، ويهدد إستقراره، كما هو حاصل حالياً. 
وكلام أمير قطر عن الخطر الذي يتهدد لبنان، وما سبقه من تحذير أميركي من خطورة الأزمة المتفاقمة في البلد، يُعتبر جرس إنذار لكل من يحاول التشاطر على الشركاء في الوطن، وإحتكار المكاسب والإنتصارات، والإخلال بالمعادلة الوطنية وتوازناتها الداخلية.
فهل مَنْ يسمع قبل فوات الأوان؟