بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 حزيران 2023 12:01ص حسابات الأربعاء ولقاءات الأشقاء والأصدقاء

حجم الخط
في حسابات الربح والخسارة بعد جلسة الأربعاء، البلد هو الخاسر الأكبر، دون أن يكون هناك رابح، لا بين المرشحَيْن، ولا بالنسبة للأطراف السياسية والحزبية المتنافسة في السباق الرئاسي.
لبنان خسر فرصة أخرى للخروج من جهنم الأزمات المتزايدة، عبر إنتخاب رئيس للجمهورية وإعادة إنتظام عمل الدولة دستورياً وسياسياً وإدارياً ومالياً. وهذا يعني تمديداً آخر للشغور الرئاسي، مع كل ما يترتب على ذلك الواقع المرير من تداعيات، تضاعف معاناة اللبنانيين من جهة، وتؤدي إلى مزيد من حالات التلاشي والتفكك التي تهيمن على السلطة الشرعية، وما يعني ذلك من إضعاف للدولة، وكسر هيبتها، وتغليب الفوضى الإدارية والإضرابات المطلبية التي تشل وزارات وإدارات الدولة على متطلبات العمل المنتج، وتعزيز موارد الخزينة التي يستفحل عجزها يوماً بعد يوم.
ولكن الأطراف السياسية لم يُحقق أيٌ منها أهدافه المحددة، وإن كان فريق التقاطع على المرشح جهاد أزعور ربح بالنقاط وفارق الأصوات على فريق الممانعة الذي يدعم ترشيح سليمان فرنجية.
المراقب عن كثب لمجريات جلسة الأربعاء، والتطورات التحالفية التي سبقتها، وتوزع مواقف الكتل على الخريطة الإنتخابية، لا يستبعد وجود «سيناريو ذكي»، أدار اللعبة الإنتخابية عن بُعد، في إطار الحفاظ على التوازنات رغم تحقيق بعض الإختراقات، بحيث كان واضحاً أن وصول مرشح التقاطع إلى الستين صوتاً كان بمثابة خطاً أحمر، لا يستطيع تجاوزه، وهنا يبرز الصوت الضائع أثناء عملية الفرز. مقابل وجود حرص ضمني على وصول مرشح الممانعة إلى عتبة الخمسين صوتاً و«شحطة» بسيطة، من باب تسجيل تقدم لمصلحة هذا الفريق، وتقليص الفارق بين المرشحَيْن، على قاعدة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم»، وتنتهي الجلسة دون وجود طرف رابح وآخر خاسر، إستعداداً للذهاب إلى الحوار، على إيقاع التفاهمات الإقليمية والدولية السائدة في المنطقة حالياً، والتي من المفترض أن تنعكس إيجاباً على الوضع اللبناني المتوتر.
آخر التطورات المهمة التي يمكن أن تؤثر إنفراجاً في الأزمة الرئاسية: لقاء الرئيس الفرنسي ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في باريس. زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران لإفتتاح السفارة السعودية وإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين. زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى واشنطن الأسبوع المقبل. تقدم الحوار الجاري في عُمان بين الأميركيين والإيرانيين حول الملف النووي.
طبعاً لبنان ليس أولوية في هذه المروحة من النشاطات الديبلوماسية الرفيعة المستوى، ولكنه يبقى بنداً مكرساً في اللقاءات الناشطة بين الأشقاء والأصدقاء.