بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 شباط 2024 12:05ص رفح ضحية العجز الدولي..؟

حجم الخط
إستمرار تل أبيب في تحدي القرارات الدولية، وتحذير محكمة لاهاي، ومواقف عواصم القرار، والتي تعارض كلها شن الهجوم الإسرائيلي على رفح، وتهديد حياة مليون ونصف المليون من المدنيين العزّل، ومعظمهم يبيت في الخيم الممزقة، أو في وحول الشتاء والعراء، يعني أن الدولة العبرية تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي، ولا تُعير أي إهتمام للمواقف الدولية، بما فيها الدول الغربية الحليفة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية. 
لا المحادثات الهاتفية التي يجريها الرئيس الأميركي بايدن مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو، ولا الزيارات المتكررة التي قام بها وزير خارجيته بلينكن إلى تل أبيب، ولا إتصالات رؤساء جمهورية وحكومات أوروبية، إستطاعت أن تُلجم الإندفاعة الهستيرية العسكرية للحكومة اليمينية، كماعجزت عن وقف المجازر وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين في القطاع والضفة، الأمر الذي يُفترض أن يدفع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى إتخاذ قرار حاسم بوقف النار في غزة، وإذا تعذر أن يكون تحت البند السابع، فعلى الأقل ينص على فرض عقوبات رادعة ضد الدولة التي تتحدى الإرادة الدولية، وتهدد السلم العالمي، بصلافة الأمبراطوريات المنهارة، وبتصرفات الدول المارقة. 
والسؤال الذي يطرحه أهل القانون الدولي: ماذا سيكون موقف الدول الغربية، التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وترفض ممارسات الأنظمة التوليتارية ضد شعوبها، في حال قامت أي دولة أخرى بإرتكاب مثل هذه المجازر ضد جيرانها؟ 
رُبَّ قائل أن سياسة المكيالين الأميركية، وفرضها على المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ليست جديدة في كل ما له علاقة بدول العالم الثالث، وخاصة العربية والإسلامية. ولكن الإمعان الإسرائيلي في حرب الإبادة في غزة التي دخلت شهرها الخامس، وسقوط عشرات الألوف بين قتيل وجريح، ومعظمهم من الأطفال والنساء، حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة، تجاوزت كل الخطوط الحمر في الحروب السابقة، ووضعت العدالة الدولية أمام تحديات المصداقية والفعالية في القيام بالمسؤوليات المنوطة بها. 
أما الحديث عن الخلافات المستجدة بين تل أبيب والإدارة الأميركية، فلا يُعفي واشنطن من مسؤولياتها في هذه الحرب الوحشية، لأن الجسور الجوية والبحرية لم تتوقف في نقل الأسلحة والذخائر إلى جيش العدوان، دون محاولة ممارسة أدنى الضغوطات العسكرية، من خلال الإبطاء في شحن العتاد الحربي والقنابل الثقيلة والذكية إلى تل أبيب.
 فهل تكون رفح ومئات الألوف من النازحين فيها ضحايا العجز الدولي عن وقف أبشع حروب الإبادة في العصر الحديث؟