بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الثاني 2021 12:02ص سنة مواجهة الوباء والبلاء

حجم الخط
مع حلول السنة الجديدة 2021 نمضي في رحاب السنة الأولى من العقد الثالث من هذا القرن مثقلين بالأحزان والآلام والتشوّهات اللاحقة بمجتمعنا، جراء تلاقي الوباء الصحّي كورونا والبلاء السياسي الاقتصادي القائم على الفساد والانتهازية، ونعلّق الآمال الكبار باستعادة الحياة الطبيعية.

إنه الرجاء الذي نتمسك به جيلاً بعد جيل علّ السنة الجديدة تحمل أملاً جديداً في الخروج من أي قلق يقضّ مضاجعنا، ونصرّ على تحميل السنة الراحلة مسؤولية ما شهدناه خلالها خلافاً للعلم والمنطق.

السنة هي مجرّد إطار زمني يعكس مدة دوران الأرض حول الشّمس من الغرب إلى الشّرق في مدارٍ بيضاويّ، بحيث تقع الشّمس في إحدى بؤرتيه، وتتم دورةً كاملة مرَّةً كلّ 365.24 يوماً تقريباً. نورد هذا المفهوم العلمي، لا بقصد الدفاع عن السنة المنقضية بل لاجتناب خيبة أمل جديدة عند نهاية السنة التي نستقبلها. 

العلّة ليست في الإطار الزمني المحدّد بالأشهر والأيام، بل في السلوك البشري الذي يُنتج الإيجابيات والسلبيات، سلوك الحاكم والمحكوم معاً دون تقاذف المسؤوليات. فنظامنا لا يزال يعتمد تداول السلطة انطلاقاً من كون الشعب مصدر جميع السلطات عبر الإنتخابات النيابية حيث المسؤولية الكبرى في الخيارات بعيداً عن مقولة «كما تكونوا يولى عليكم» أو «الناس على دين ملوكها»، ونستذكر هنا قول الحق من أن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم، فالتغيير المنشود مطلوب من الناس في السنة الجديدة وليس من دفاتر أيامها. 

لقد سرنا على درب الجلجلة سنة 2020 وسلكنا مسالك الخيبة تحت وطأة وباء كورونا المستجدّ الذي أبكى الكثيرين وانتشر كالنار في الهشيم ولم يكن من رادع له سوى التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والاغتسال، لكن عدم التزام الكثيرين تدابير الوقاية ساهم في تفشي الوباء إلى حدّ اقتراب مرحلة فقدان السيطرة. وتقاطعَ الوباء مع بلاء الفساد المستشري الذي نخر مفاصل القطاع العام وأغرق القطاع الخاص في الأزمات المالية والاقتصادية وبات الجميع يرقص على حافة الهاوية.

جميعنا مُطالب بتغيير ما بأنفسنا لننتصر على الوباء والبلاء في السنة الجديدة.