بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الثاني 2024 12:05ص صبر الخماسية يكاد ينفد..؟

حجم الخط
الحركة الديبلوماسية الناشطة لإستئناف إتصالات اللجنة الخماسية، وتحريك الملف الرئاسي، تتطلب ظهور ديناميات جديدة في الحركة السياسية الداخلية، تكون قادرة على التفاعل مع مساعي الأشقاء والأصدقاء، لفتح أبواب قصر بعبدا في أقرب فرصة ممكنة، وإنهاء الشغور الرئاسي بإنتخاب رئيس الجمهورية. 
الوطن المعذب أمام فرصة أخرى للخروج من نفق أزماته، والأطراف السياسية أمام إمتحان جديد لإثبات قدرتها على تحمل المسؤولية الوطنية، في هذه الظروف الصعبة والمعقدة المهيمنة على المنطقة، والتي تفرض على الجميع النزول من السقوف العالية لمواقفهم، وإعتماد البراغماتية أو الواقعية السياسية نهجاً لتدبّر شؤون البلد وأزماته المتناسلة، والعمل على الحد من تداعيات الإنهيارات، تمهيداً للذهاب إلى سبل الإنقاذ. 
الكارثة الكبرى أن يسمع سفراء الخماسية  والموفد لودريان نفس الكلام، وذات المواقف، التي كانوا يسمعونها من القيادات السياسية والحزبية طوال العام الماضي، والتي عرقلت المساعي الحميدة للدول الخمس، للمساعدة على إنجاز الإستحقاق الرئاسي، كخطوة أساسية لا بد منها، لإنتشال وطن الأرز من وديان جهنم، وإعادة الشرعية إلى صراط الإنتظام المؤسساتي والدستوري، من خلال تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ برامج الإصلاحات الضرورية، وإستعادة هيبة الدولة ودورها في رعاية شؤون البلاد والعباد. 
لا بد للقيادات المعنية أن تدرك في نهاية المطاف، أن الخروج عن القواعد التأسيسية التي قام عليها لبنان، وفي مقدمتها الحفاظ على توازنات المعادلة الوطنية، يعني خروجاً على الصيغة الوطنية التي كرست المشاركة  في السلطة، كما في العيش الواحد بين اللبنانيين. وهذا يعني أن محاولات التفرد في القرارات المصيرية، أو التصلب  لفرض الخيارات الفئوية والحزبية على بقية الأطراف السياسية، لا توصل إلى الحلول المنشودة، بل على العكس تماماً، تزيد الأزمات إلتهاباً والخلافات تعقيداً. 
لقد أثبتت التجارب المريرة في مختلف عهود الإستقلال، أن أي إهتزاز في المعادلة الداخلية، أو أي خلل في التوازنات الوطنية، يُؤدي إلى نسف الإستقرار، والسقوط في مهاوي الأزمات، وما تسببه من إنهيارات قاسية، تقضي على قواعد البحبوحة والإزدهار، وتعيد البلاد والعباد عقوداً من الزمن إلى الوراء، كما هو حاصل اليوم. 
عواصم دول الخماسية يكاد صبرها ينفد من الخلافات الأنانية، والصراعات العبثية، بين الأطراف السياسية، التي يعمل بعضها لأجندات خارجية، ويغرق بعضها الآخر في سراب طموحات شخصية،  ضاربين عرض الحائط بمصالح الوطن، ومعرّضين شعبهم لأقسى أنواع المعاناة المعيشية والإجتماعية، دون رادع في التخلي عن أبسط الإلتزامات الوطنية. 
فهل يلتقط جهابذة السياسة الفرصة المتاحة للخروج من مرحلة الشغور والإنهيارات؟