بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الثاني 2021 07:20ص طرابلس لا تُعالج بالعصا الغليظة..

حجم الخط
مرة أخرى، تضع المنظومة الحاكمة الجيش في مواجهة الشعب الجائع، في محاولة مكشوفة لقمع حركة الاحتجاجات الشعبية ضد الأوضاع المعيشية المتردية، في ظل الإقفال العشوائي للبلد، واستمرار التخبّط الرسمي في إدارة أزمة الكورونا.

المشاكل الاجتماعية المتفاقمة في الفيحاء لا تُعالج بالعصا الغليظة، ولا في توريط الجيش والقوى الأمنية في معارك الشوارع ضد أهاليهم، وأبناء منطقتهم وجيرانهم الذين يتشاركون معهم شظف العيش، بعدما خسرت رواتبهم نحو ٨٠ بالمئة من قدرتها الشرائية.

ويبدو أن السلطة الغبية لن تتعلم من الدروس السابقة، التي تحوّلت فيها التظاهرات السلمية، إلى ساحات لأعمال العنف بعد اندساس جماعات الشغب، وعناصر الطوابير الخامسة، فضلاً عن المتعاونين مع بعض الأجهزة، حيث يختلط الحابل بالنابل، ويدفع الفقراء والمساكين أثمان الخسائر بالأرواح والممتلكات.

وبالمقابل، فإن تحقيق المطالب المحقة لا يتم بتخريب منشآت الدولة، ولا بالتعديات على الأملاك الخاصة، ولا بنشر الفوضى في الشارع.

العاصمة الثانية، التي كانت المدينة الصناعية الأولى في لبنان قبل الحرب، وأصبحت اليوم أكثر المدن فقراً حول الحوض المتوسط، تحتاج أولاً وأخيراً إلى خطة إنمائية، وإلى شبكة أمان اجتماعي تغطي الشرائح الفقيرة والعائلات المعوزة، وتحسين أوضاع المناطق والأحياء المعدومة، التي يُعتبر غالبها غير صالح للسكن الآدمي.

مسار الأحداث المتصاعدة في الفيحاء، يُنذر بتحوّل الاحتجاجات الساخنة، إلى شرارة تُشعل فتيل الثورات وحركات التمرد في مختلف المناطق اللبنانية، التي تحولت الغالبية العظمى من سكانها إلى تحت خط الفقر، بسرعة قياسية لم تتجاوز بضعة أشهر.

طرابلس كانت وستبقى عروس الثورة، وقاعدة المواجهة مع هذه الطغمة الحاكمة الفاشلة والمارقة!