بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الأول 2023 12:05ص طريق البيت الأبيض تمرُّ من تل أبيب..!!

حجم الخط
فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار بغزة، هو فشل جديد للمنظمة الدولية التي تحوّلت إلى ساحة لعرض العضلات الأميركية، التي تسجل أرقاماً قياسية في إستعمال حق الفيتو، خاصة بكل ما يتضارب مع المصالح الإسرائيلية.
وإخفاق الرئيس الأميركي جو بايدن في لجم الإندفاعة الإجرامية لنتانياهو في تدمير غزة، وطرد سكانها منها، وإستمرار الغارات الوحشية على الأحياء المدنية والمرافق الحيوية، والتي بلغت ذروتها في إستهداف المستشفى المعمداني، عشية وصول رئيس البيت الأبيض إلى تل أبيب، هو في الواقع إخفاق آخر، يُضاف إلى سلسلة إخفاقات السياسة الأميركية في المنطقة، من أفغانستان شرقاً إلى العراق وسوريا وفلسطين غرباً،وتمسكها بحبل النجاة الصهيوني في الإنتخابات الرئاسية المقبلة. 
 محادثات بايدن ونتانياهو ظاهرها تأكيد التأييد الأميركي الأعمى لإسرائيل، وجوهرها تبادل المنافع الشخصية بينهما، ومواجهة ما ينتظر كل واحد منهما من إستحقاقات داخلية داهمة. الأول يحاول إطلاق حملته الإنتخابية لولاية ثانية من تل أبيب، وعلى أنقاض الأحياء المدمرة في غزة. والثاني يسعى لتطويل أمد الحرب وتحقيق بعض المكاسب الميدانية، علّه ينفد من محاسبة لجنة التحقيق بملابسات الفشل الأمني والعسكري، في التصدي لهجمة «حماس» على المستوطنات المجاورة لغزة، وذلك بعد أن تضع الحرب أوزارها. 
إلغاء قمة عمّان، وموقف القاهرة الصلب برفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وعدم فتح معبر رفح لخروج الأجانب إلا بعد الإتفاق على إدخال المساعدات الإغاثية لأهالي غزة، شكلا صفعة قوية للسياسة الأميركية، ولزيارة سيد البيت الأبيض إلى تل أبيب، وجسّدا الغضب العربي والإسلامي من جريمة قصف المستشفى المعمداني فوق رؤوس المرضى والأطباء، خروجآً عن كل القوانين والأعراف الدولية. 
بايدن أرسل الأساطيل الضخمة، وفتح ترسانات الأسلحة والذخائر للبنتاغون، وكأنه يقول: طريق البيت الأبيض تمر بتل أبيب. ونتانياهو يحاول غسل يديه من هزيمة «اليوم الأسود»، حسب تعبيره، بدماء أهالي غزة، لينقذ ما تبقى من مستقبله السياسي، الذاهب إلى الأفول.