بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2024 12:06ص طيار أميركي «يقصف» البيت الأبيض

النيران تشتعل بثياب الطيّار لحظة إحراق نفسه أمام سفارة إسرائيل في واشنطن النيران تشتعل بثياب الطيّار لحظة إحراق نفسه أمام سفارة إسرائيل في واشنطن
حجم الخط
طيار أميركي من سلاح الجو أقدم على إحراق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية ، إحتجاجاً على الدعم المطلق الذي تُقدمه حكومته لتل أبيب في حرب الإبادة التي تشنها على أهالي غزة، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، وتدمير أكثر من ٧٠ بالمئة من المنازل  والبيوت السكنية في مختلف مدن القطاع. 
الحادثة المفجعة التي هزت ضمير العالم أمس، تجاوزت برمزيتها مشاهد الإحتجاجات الشعبية الواسعة ضد التأييد الأميركي الأعمى للعدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، إلى توجيه قصف سياسي غير مباشر للبيت الأبيض من طيار أميركي، لم يستطع ركوب طائرته والتوجه إلى مقر الرئاسة في بلاده، فآثر أن يُضحي بحياته، لإيصال رسالته في التعبير عن إدانة مواقف رئيسه الداعم بلا حدود للدولة المعتدية على شعب أعزل، ذنبه الوحيد أنه متواجد على أرض وطنه الفلسطيني في قطاع غزة. 
لقد جسّد الشاب الأميركي إبن الأربعة والعشرين ربيعاً، بحماسة وعفوية، وبأبلغ 
آيات التضحية، موقف الملايين من المواطنين الأميركيين الذين يخرجون كل نهاية أسبوع إلى التظاهر في شوارع المدن الكبرى، لإستنكار الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة وأهلها، وإستمرار إرتكاب المجازر ضد الأطفال والنساء، وتدمير المستشفيات، ومنع المساعدات الغذائية والمياه عن أكثر من مليوني إنسان.
وتبقى لتضحية الطيار الأميركي الشجاع أهمية مضاعفة، لأنها حصلت عشية إحتدام معركة الإنتخابات الرئاسية في أميركا، وتراجع شعبية الرئيس بايدن وفق الإستطلاعات الإسبوعية، بسبب إخفاقه في سياسته الخارجية، وغياب الإنجازات الإجتماعية والتنموية في المجالات الداخلية، الأمر الذي فاقم الضغوط التي يتعرض لها البيت الأبيض بسبب إنحيازه للعدوان، والتغطية التي يوفرها لحكومة نتانياهو، سواء عبر المساعدات العسكرية المفتوحة، أو من خلال إستخدام الفيتو في مجلس الأمن للحؤول دون صدور قرار بوقف إطلاق . 
لقد وضعت الحادثة المؤلمة رئيس وكالة المخابرات الأميركية وليم بيرنز في موقف حرج للغاية، في حال لم ينجح في „إقناع” نتانياهو وفريقه اليميني بصفقة الهدنة التي يجري التفاوض عليها منذ أسابيع بين باريس والقاهرة والدوحة، دون التوصل إلى نتائج حاسمة، بسبب تنصل رئيس الحكومة الإسرائيلية من أي إلتزام قد يُنهي الحرب بسرعة، لأن نهايته السياسية أصبحت مقترنة بنهاية الحرب البشعة في غزة. 
فهل بلغت الإدارة الأميركية من الضعف ما أفقدها التأثير المباشر على الحليف  المدلل؟
هذا ما ستكشفه نتائج المفاوضات الجارية في الدوحة لإعلان هدنة الأسابيع الستة، بناء لورقة العمل المقدمة أساساً من واشنطن، والتي ستضع النفوذ الأميركي على محك التطرف الإسرائيلي!