بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الثاني 2024 12:05ص فشل هوكشتاين: الجنوب على سخونته

حجم الخط
عدم مجيء الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، يعني أن مهمته في تل أبيب فشلت في فتح ملف تسوية الحدود البرية مع لبنان. أما التذرع الأميركي الرسمي لإلغاء زيارة العاصمة اللبنانية، بسبب «الحالة الإنتقالية الراهنة» للسفارة الأميركية في بيروت، بعد مغادرة السفيرة دوروثي شيا، وعدم وصول السفيرة الجديدة، فهو كلام ديبلوماسي، لا علاقة له بخيبة الأمل الأميركية من مواقف نتانياهو  وحكومته المتطرفة السلبية من مساعي هوكشتاين.
الفشل الديبلوماسي الأميركي الجديد يؤكد الحالة الهستيرية المهيمنة على مواقع القرار الإسرائيلي، في ظل الخلافات المتصاعدة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزراء اليمين المتعصب من جهة، ورؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية من جهة ثانية، بسبب تقاذف مسؤولية الخسائر الفادحة في الحرب على غزة، التي دخلت شهرها الرابع، دون أن تحقق أياً من الأهداف التي أعلنها نتانياهو، وفي مقدمتها القضاء على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين. 
المشادات الحادة، والصراخ بين الوزراء ورئيس الأركان ورئيس الموساد، في الجلسة الأخيرة لحكومة نتانياهو، والتي تسربت بعض تفاصيلها إلى الإعلام الإسرائيلي، كشفت حالة التصدع في إدارة الحرب، والتي تحول دون إتخاذ أي قرار على مستوى الإنسحاب النهائي، من مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا ومنطقتي الماري والغجر اللبنانية، وفق مندرجات القرار الأممي ١٧٠١. 
لبنان لم يتجاوب مع الدعوات الأميركية والغربية لتنفيذ هذا القرار وحسب، بل هو يطالب واشنطن وحليفاتها ومجلس الأمن الدولي، بالضغط على تل أبيب لتنفيذ القرار الدولي، ووقف إنتهاكاتها المتكررة، جواً وبرّاً وبحراً، والموثقة في الشكاوى العديدة التي تقدم بها الجانب اللبناني إلى مجلس الأمن، الذي بقيت قراراته حبراً على ورق، بالنسبة لتل ابيب.  
ثمة إجماع لبناني نادر على التمسك بالقرار ١٧٠١، نصاً وروحاً، ورفض الإنزلاق إلى حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي، وإعطاء فرصة للوسيط هوكشتاين بإنجاز الترسيم البرّي، وتنفيذ الإنسحابات الإسرائيلية، والعودة إلى إتفاقيات وخطوط الهدنة، المعترف بها دولياً منذ عام ١٩٤٨. 
الرفض الإسرائيلي لمهمة مستشار الرئيس الأميركي، قد يكون أحد جوانب الخلافات المستجدة بين واشنطن وتل أبيب حول تداعيات الحرب الهمجية على غزة. ولكن بغض النظر عن هذا الواقع، فإن هذا الموقف الإسرائيلي المتعنت سيُبقي جبهة الجنوب على سخونتها، ومفتوحة على شتّى الإحتمالات، بل وأسوأها بالنسبة للعدو الإسرائيلي.