بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2023 12:01ص لا لشد العصب ولا للغة التخوين

حجم الخط
على مسافة يومين من موعد المواجهة الإنتخابية غداً الأربعاء، خاطب المرشحان سليمان فرنجية وجهاد أزعور اللبنانيين، كُلٌٍّ بأسلوبه، ورسم كل واحد منهما الخطوط العريضة لتوجهاته في حال حالفه الحظ ووصل إلى قصر بعبدا.
 بعيداً عن الخطابات النارية والمزايدات الفارغة، برزت عدة نقاط في خطابي الرجلين، هي في الواقع بمثابة الثوابت التي لا بد منها، لأي رئيس يتولى السلطة في المرحلة الراهنة، «الأكثر صعوبة والأشد تعقيداً».
ومن تلك النقاط على سبيل المثال لا الحصر :
 العمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة، وإستعادة هيبة السلطة الشرعية،بعد عاصفة التفلت والإنهيار التي ضربت الوزارات والإدارات الرسمية، وأوصلتها إلى هذه الحالة من التفكك والتلاشي. 
 المباشرة بتنفيذ الإصلاحات الإدارية والمالية التي طال إنتظارها من الدول المانحة، والتي حالت المحاصصات وإقتسام مغانم السلطة من المنظومة الفاسدة، دون وفاء الحكومات السابقة الوفاء بإلتزاماتها الإصلاحية في مؤتمرات باريس، وكان آخرها مؤتمر «سيدر» الذي عُقد في العاصمة الفرنسية في أيار ٢٠١٨، وتقرر خلاله تقديم ١١ مليار دولار قروض ميسرة ومساعدات مختلفة لدعم الإقتصاد اللبناني، شرط تنفيذ الخطة الإصلاحية التي تقدمت بها الحكومة للمؤتمر. 
 العمل على ترميم علاقات لبنان بالدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي على خريطة العمل العربي المشترك.  
 الحفاظ على إتفاق الطائف وتنفيذ البنود الأساسية التي تعزز مكانة الدولة، وتُحصّن تجربة العيش الواحد بين اللبنانيين، وفي مقدمتها تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، والعمل على إلغاء الطائفية السياسية، كما نصت المادة ٩٥ من الدستور. 
 الإسراع في خطوات إستعادة ثقة الداخل والخارج بالدولة اللبنانية، والسلطة الجديدة المنبثقة عن الإنتخابات الرئاسية، بما في ذلك التوافق على رئيس الحكومة والحكومة العتيدة وبرنامجها الاصلاحي، وهي الخطوات التي من المفترض أن تتم بالتزامن مع إنتخاب الرئيس العتيد. 
الواقع أن هذه النقاط لا تعني المرشحان فرنجية وأزعور وحدهما، بقدر ما تشكل برنامج عمل لأي رئيس في مرحلة صعبة تتطلب تضافر كل الجهود لإخراج البلد مما يتخبط به من أزمات وإنهيارات. 
إنقاذ البلد يتجاوز مناورات شد العصب، وإطلاق التهم جزافاً، واللجوء إلى لغة التخوين للترهيب والترغيب، إلى ما هنالك من عدة المعارك الدونكيشوتية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، بل تزيد التوترات تأججاً، وتُكرّس عجز المنظومة السياسية عن إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل البلد. 
مرة أخرى، جلسة الغد ستلحق سابقاتها، والموفد الفرنسي سيشدّ الرحال إلى بيروت للبحث في صيغة توافقية لإنتخاب الرئيس على خلفية تسوية تقوم على قاعدة»لا غالب ولا مغلوب»!