بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 حزيران 2023 12:01ص لودريان والتوافقات الداخلية والخارجية

حجم الخط
تسير وقائع زيارة الموفد الفرنسي لودريان إلى بيروت ببطء شديد، وكأن البلد دخل بالأزمة الرئاسية بالأمس، وليس قبل ثمانية أشهر. وكأن البلد لا يُعاني من أزمات إقتصادية ومالية معقدة. وكأن الشعب اللبناني لا يتخبط بدوامة من الضغوط النفسية والإنهيارات الإجتماعية. وكأن الساسة اللبنانيين ملائكة السماء على الأرض، وليسوا أبالسة الفساد والتعطيل والمصالح الأنانية.
إيقاع الزيارات والمحادثات التي يُجريها الديبلوماسي الفرنسي مع مختلف الأطراف السياسية والروحية، يوحي وكأن الأزمة ما زالت في بداياتها، وتحتاج إلى بضعة أشهر أخرى، لإتمام التقارب المطلوب في المواقف ليس بين اللبنانيين وحسب، بل وأيضاً بين عواصم اللقاء الخماسي، التي تباعد بين منطلقاتها، بعض التقييمات والإجتهادات، فضلاً عن الحسابات المصلحية القطرية، وخاصة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.
بدا واضحاً أن واشنطن غير متحمسة لمهمة لودريان في العاصمة اللبنانية، وذلك إستطراداً لموقفها المعارض للمبادرة الفرنسية السابقة «فرنجية ــ نواف سلام»، التي سقطت في المهد، لأنها لم تحظَ بالتأييد المطلوب، لا داخليًا ولا خارجياً. ولكن فريق الأليزيه إكتفى بالتخلي عن الشق الثاني من المبادرة، وأسقط إسم نواف سلام منها، وأبقى على فرنجية، الذي مازالت باريس تسعى «لتسويقه» مع شركائها في اللقاء الخماسي، ولكن بلا طائل حتى الآن، ويحاول لودريان إقناع القيادات المسيحية بالتخلي عن الفيتو الموضوع ضده، بحجة الخروج من المأزق الرئاسي الراهن.
وفي حال إنتهت زيارة الموفد الفرنسي دون الحصول على التأييد اللازم لفرنجية، فمن المفترض عندها أن يبدأ البحث عن مرشح بديل، يستطيع تحقيق التوافق المنشود بين الكتل النيابية والحزبية الأساسية على الأقل، فضلا عن موافقات دول اللقاء الخماسي، الأمر الذي يستدعي القيام بزيارات أخرى إلى لبنان، إلى جانب جولات في عواصم الخماسية، في حال بقيت إجتماعاتها مُعلّقة، للأسباب إيّاها.
فهل لبنان قادر أن يتحمل ترف هدر المزيد من الوقت، بإنتظار حصول التوافقات الداخلية والخارجية على رئيس الجمهورية العتيد؟