بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2023 12:05ص مِن غزو بغداد إلى مستشفيات غزة

حجم الخط
العربدة الصهيونية الإجرامية في غزة وصلت إلى حد إقتحام المستشفيات، وقتل المرضى عمداً، وإطلاق النار على أطباء وممرضين مباشرة، وتعريض حياة العشرات من الأطفال وحديثي الولادة للخطر، وإتلاف المعدات والتجهيزات الطبية قصداً، وكل ذلك بحجة البحث عن قواعد وأسلحة لحماس في أنفاق تحت المستشفيات. 
الجريمة الاسرائيلية الجديدة تُعيد إلى الذاكرة شريط الإدعاءات الأميركية المزيفة، في عهد جورج بوش الإبن، عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، لتبرير الغزو الأميركي لبلاد الرافدين، والإطاحة بنظام صدام حسين. 
ذهب يومها وزير الخارجية كولن باول إلى مجلس الأمن بصور فضائية مزورة، للحصول على تغطية أممية للعدوان الأميركي على العراق، ولكن موقف فرنسا وروسيا المعارض للعملية الأميركية أحبط محاولة واشنطن في مجلس الأمن، فكان أن نفذت الولايات المتحدة إحتلالها لبغداد، ضاربة بعرض الحائط الموقف الدولي المعارض للحرب الأميركية على العراق. 
قبل وفاته بفترة قصيرة، سئل كولن باول عن خطأ إرتكبه في حياته السياسية وندم عليه لاحقاً، فأجاب محاوره التلفزيوني بكلمات إختصرت شعوره بالذنب: الحملة الكاذبة ضد أسلحة الدمار الشامل في العراق. 
نتانياهو يدعي وجود قياديين من حماس، وبعض الرهائن في أقبية مستشفى الشفاء. والجيش الإسرائيلي زعم في فيديو مُفبرك عن عثور على إسلحة وذخائر في غرف أسفل مستشفى الرنتيسي، وذلك في إطار الحملة المزيفة لتغطية عمليات إقتحام المستشفيات، بعد منع الوقود عنها ومحاصرتها بالدبابات. 
المفارقة أن تل أبيب فاجأت العالم ليل الأربعاء بإعلان موافقة البيت الأبيض على إقتحام مستشفى الشفاء، بحثاً عن قياديين ورهائن في أنفاق تحت المجمع الإستشفائي، 
ولكن واشنطن عمدت إلى تكذيب الرواية الإسرائيلية، ونفي الموافقة على دخول الإسرائيليين المستشفى، بعدما أصبح الجنود الإسرائيليون داخل المستشفى، ونفذوا عملياتهم الإجرامية، والتي تتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية، ومع كل إتفاقيات جنيف وقوانين الحرب الدولية. 
والسؤال : هل كان الجيش الإسرائيلي يستطيع الدخول دون الضوء الأخضر الأميركي؟ 
وإذا كان البيت الأبيض يُعارض إقتحام المستشفيات، فما هي الخطوات التي إتخذتها الإدارة الأميركية للجم آلة الحرب الإسرائيلية، وإيقافها عن إرتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء؟ 
أم أن التاريخ يكرر الخدع الأميركية لغزو العراق، بنسخة صهيونية لتبرير حرب الإبادة ضد الفلسطينيين؟