بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 نيسان 2023 12:26ص من تأنيب بكركي إلى جولة القطري!

حجم الخط
مبادرة البطريرك مار بشارة الراعي بدعوة النواب المسيحيين للصلاة والرياضة الروحية، خطوة خلاّقة لجمع النواب والسياسيين الذين تُباعد بينهم المواقع الحزبية، والمواقف الخلافية، والذين لا يعرفون من السياسة غير التراشق بالإتهامات، والإمعان بالكيدية الشخصية.
كلمة « التأنيب» التي وجهها سيد بكركي لم تكن فقط تعني النواب الحاضرين في حريصا، بقدر ما كانت موجهة من خلالهم إلى كل نواب الأمة، الذين فشلوا حتى الآن في إنتخاب رئيس الجمهورية، وإعادة التوازن إلى المؤسسات الدستورية، والعمل بعد ذلك على وضع البلد على طريق الإصلاح والإنقاذ.
لم يكن أحد يتوقع أن تُسفر الرياضة الروحية عن تقارب بين الكتل النيابية المسيحية، وخاصة بين القوات اللبنانية والتيار العوني، وبالتالي لن تُحدث تغييراً جوهرياً من شأنه أن يُفرج عن الإستحقاق الرئاسي، ويُنهي الشغور في رئاسة الجمهورية، وما يترتب عنه من تداعيات سلبية على فعالية السلطة التنفيذية، وتعطيل نشاط مجلس النواب.
ولكن دعوة بكركي كشفت مدى عجز المنظومة السياسية في إدارة شؤون البلاد والعباد في هذه الفترة الحرجة من تدهور الأوضاع في لبنان، والتي تتطلب أولاً وجود رجال دولة يتحملون المسؤولية لإنقاذ الوطن من دوامة الإنهيارات المستمرة، ويتحسسون معاناة مواطنيهم بعد سقوط قيمة العملة الوطنية، ويعملون على التخفيف من وطأة الضغوط المعيشية التي داهمت الأكثرية الساحقة من اللبنانيين.
لعل من حسن الصدف أن تحصل الخطوة البطريركية، في الوقت الذي يقوم به وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري محمد الخليفي، بجولته الاستطلاعية على الأطراف السياسية، في إطار المشاورات العربية والدولية الناشطة لإخراج وطن الأرز من المحنة التي يتخبط فيها، من خلال إنجاز الإنتخابات الرئاسية، وتشكيل حكومة قادرة على التجاوب مع الشروط الدولية بتحقيق الإصلاحات المطلوبة.
لقد شهد الموفد القطري فصلاً عملياً من حالة التشرذم والعناد المتحكمة بعلاقات الأطراف السياسية، الموغلة في القطيعة بين قياداتها، والتي عطلت كل محاولات الحوار فيما بينها، بهدف تدوير الزوايا، والبحث عن القواسم الوطنية المشتركة، لتطويق مضاعفات الأزمة، وتلمس الحلول الممكنة.
فكيف سيتعامل الأشقاء والأصدقاء مع هذه المنظومة الفاشلة والعاجزة؟