بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 آذار 2024 12:18ص من يُنقذ الناس من اختناقات السير؟

حجم الخط
أزمة متجددة تُمسك بخناق اللبنانيين، إضافة للأزمات الأخرى التي تتخبط فيها البلاد والعباد، وتعاني منها الأكثرية الساحقة من اللبنانيين مع صباح وكل مساء. إنها أزمة السير التي تعم معظم الشوارع الرئيسية في بيروت، وتعطل الحركة في شبكة الأوتوسترادات الدائرية التي تلف العاصمة، وصولاً إلى جونيه شمالاً، والناعمة جنوباً، والفياضية شرقاً. 
وإذا كانت الزحمة على مداخل العاصمة جنوباً وشمالاً وشرقاً، لها فترات محددة لكثافة السير في ساعات الصباح والمساء، فإن فوضى السير تستمر في شوارع بيروت معظم ساعات النهار، وتُعطل مصالح الناس، وتؤدي إلى فقدان أعصابهم، بسبب ساعات الإنتظار الصعبة على الطرقات. 
من يتصور مثلاً أن الإنتقال بين منطقتي رأس بيروت وسن الفيل في ساعات الذروة يستغرق ساعة ونصف الساعة، لقطع مسافة لا تزيد عن عشرة كيلومترات فقط. 
وغالباً ما تتكرر الزحمة في الطرقات التي تعتبر شرايين التواصل بين شطري العاصمة، شرقاً في الفترة الصباحية، وغرباً في الفترة المسائية. وكذلك الحال على مداخل العاصمة التي تشهد إزدحامات دائمة صباحاً ومساءً. 
والغرابة أن قوى الأمن المجهزة بغرفة عمليات لمراقبة حركة السير في بيروت والضواحي المحيطة، تبدو غائبة عن متابعة هذه الأزمة التي تفتك بأعصاب اللبنانيين، اللاهثين وراء لقمة العيش.
معظم الشوارع في بيروت تفتقد غياب رجال شرطة السير في الشوارع الكبرى، وفي التقاطعات الرئيسية. كما أن معظم إشارات السير معطلة، والصالح منها، على قلتها، يعمل في ساعات التغذية الكهربائية فقط. 
من حق سكان بيروت والعاملين في مؤسساتها، والذي يزيد عددهم عن المليون نسمة، أن يتساءلوا: أين شرطة السير التابعة لقوى الأمن االداخلي؟ وما هي مهمة عناصر شرطة سير بيروت، غير تنظيم حركة المرور وضبط المخالفات في ساعات الذروة على الأقل؟ وماذا يفعل المعيَّنون في شرطة وحرس بلدية بيروت ؟ 
دراسات خبراء السير تؤكد أن تنظيم حركة المرور في بيروت يحتاج إلى عدد محدود من العناصر، لضبط الحركة ومنع المخالفات عند التقاطعات الرئيسية، ومنع وقوف السيارات صفاً ثانياً، وفي بعض الشوارع المزدحمة صفاً ثالثاَ، حرصاً على إنسياب الحركة بشكل سلس في ساعات الذروة. 
مبادرات جمعيات ناشطة ورجال أعمال ساهمت في إنارة العديد من الأنفاق في العاصمة، وإصلاح عدد لا بأس به من إشارات السير، فهل المطلوب من سكان العاصمة أن يُشمِّروا عن سواعدهم وينزلوا إلى الشوارع لتنظيم حركة المرور، والتخفيف من تداعيات أزمة السير؟ 
ومن يُنقذ الناس من إختناقات أزمة السير في العاصمة والضواحي المحيطة ببيروت؟. 
سؤال برسم وزير الداخلية والمدير العام لقوى الأمن الداخلي والقيادات المعنية !