بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 آذار 2024 12:05ص مهمَّة هوكشتاين في دوامة التفلُّت الإسرائيلي

حجم الخط
زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين السريعة إلى بيروت، تشكل فرصة مهمة لولوج لبنان إلى طاولة التهدئة والتسويات، بموازاة الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها نتانياهو، للمضي في صفقة «هدنة رمضان»، والبدء بإطلاق الأسرى الإسرائيليين عند حماس.
التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد القرى الحدودية الآمنة في الجنوب اللبناني، يتعارض جذرياً مع التوجهات الأميركية والأوروبية، المعارضة لشن حرب ضد لبنان، وبات محور خلاف كبير مع واشنطن، التي حرَّكت حلفاءها المحليين في الكابينت والكنيست، للجهر بمعارضة صارخة ضد قرارات رئيس الحكومة، الذي يتفرَّد بإتخاذها دون العودة إلى طرحها على أعضاء حكومته، وكان آخرها فرملة الإتفاق على الهدنة في غزة، بحجة شرط الحصول على أسماء الأسرى الإسرائيليين، الذين مازالوا على قيد الحياة لدى حماس. 
العاصفة التي أثارها تصرف نتانياهو الآحادي في عرقلة إتفاق الهدنة، تجاوز دائرة معارضيه السياسيين التقليديين، إلى وزراء من الإئتلاف الحكومي، في الوقت الذي تتعرض فيه مواقع القرار الحربي في الكابينت لإهتزازات قوية، بعد خروج غانتس عن سلطة نتانياهو في زيارته إلى واشنطن، دون إعلام الأول بخطوته مسبقاً، الأمر الذي يؤكد التباعد الكبير الحاصل بين إدارة بايدن ونتانياهو. 
الإهتمام اللبناني بزيارة هوكشتاين لا يتوقف عند حدود تبريد الوضع المتوتر في الجنوب وحسب، بل في الحصول على ضمانات أميركية بإطفاء برميل البارود المشتعل على الحدود الجنوبية، بمجرد إعلان حزب الله الإلتزام بهدنة غزة، ووقف العمليات العسكرية على جانبي الحدود، والحؤول دون قيام فريق نتانياهو اليميني المتطرف بمغامرة عسكرية متهورة ضد لبنان، يمكن أن تتحول إلى حرب إقليمية تُلهب المنطقة.
في حال الوصول إلى تنفيذ «هدنة رمضان» ووقف العمليات العسكرية في غزة، لا يعود الحديث عن الفصل بين جبهتي الجنوب والشمال الإسرائيلي،ذات أهمية،  بحكم الأمر الواقع، الذي يفرض نفسه على الجميع، بإنتظار ترتيبات «اليوم التالي» في غزة، وإعطاء الأفضلية للجهود الديبلوماسية، في وضع القواعد اللازمة للسلطة الفلسطينية الجديدة في القطاع، سواء عبر صيغة إنتقالية بمشاركة عربية ودولية، أو من خلال إعادة تأهيل السلطة الفلسطينية في رام الله. 
وقد سمع هوكشتاين من المسؤولين اللبنانيين كلاماً واضحاً عن عدم الثقة بتقيُّد الجانب الإسرائيلي بالهدنة، مما يفترض وجود تعهدات أميركية جدّية، بالعودة إلى مشروع ترسيم الحدود البرية وإنهاء الإنسحابات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. 
فهل يحمل هوكشتاين في زيارته المقبلة الضمانات المطلوبة لعدم وقوع حرب إسرائيلية جديدة ضد لبنان؟ أم تسقط مساعيه في دوامة التفلّت الإسرائيلي المتطرف؟