مرّة أخرى، ترمي نخب المهن الحرّة القفاز في وجه الأحزاب والتيارات السياسية المتصارعة، وتعبّر عن إراداتها بعيداً عن الضغوطات والمتاجرات السياسية، والتي غالباً ما تتمّ على حساب المبادئ والمصالح النقابية.
بالأمس، انتفض المهندسون على المرشحين السياسيين واختاروا شخصية مستقلة، ومعروفة بمناقبيتها وأخلاقها المهنية، لمنصب النقيب، حيث يقود اليوم المهندس جاد تابت واحدة من أكبر النقابات المهنية في لبنان، وأكثرها تنظيماً وفعالية.
واليوم، اختار المحامون مرشحاً مستقلاً هو المحامي أندريه الشدياق، لمنصب النقيب، بعدما اضطر مرشحان حزبيان إلى الانسحاب تفادياً لتجرّع كأس الخسارة المرّة!
حركة التمرّد على الهيمنات الحزبية في المؤسسات والاتحادات النقابية، مرشحة للتطوّر والتوسّع، وتكاد تكون أشبه بكرة الثلج التي تصيب أكثر من سقف في ذروة اندفاعها نحو السفح.
وغني عن القول ان المسألة تتجاوز المنافسات الانتخابية في النقابات، لتجسّد المزاج الشعبي تجاه الأحزاب والتيارات السياسية، التي عجزت عن إيصال البلاد والعباد إلى شاطئ الأمان والاستقرار، وغرقت أطرافها في لعبة المصالح والفساد، وفشلت في بناء دولة العدالة والمؤسسات!
نتائج انتخابات نقابة المحامين، رسالة جديدة، بعد نقابة المهندسين، إلى الطبقة السياسية بضرورة التوجّه الفعليّ نحو الإصلاح، قبل فوات الأوان!