بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الأول 2023 12:10ص هل التخفيف من الإندفاعة الأميركية ممكن.. عربياً؟

حجم الخط
أن تنشب حرب بين قوتين عسكريتين، فهو أمر مألوف منذ فجر التاريخ. 
وأن تحظى الدولة الصهيونية بدعم و«عطف» أميركا والدول الغربية، بعد الصدمة المدوية في خسائرها في اليوم الأول لعملية «طوفان الأقصى»، فهو أيضاً أمرٌ مألوفٌ، على خلفية التأييد الأميركي الأعمى لدولة الإحتلال.   
وأن تُقيم واشنطن جسراً جوياً مع تل أبيب لنقل الأسلحة والذخائر بما فيها القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً، بحجة تمكين الدولة العبرية من الدفاع عن نفسها، فهو تصرف ليس جديداً، في تاريخ الإنحياز الأميركي لجانب الدولة العبرية.
أما أن يتم تحويل آلاف الأطنان من القنابل الأميركية الذكية والمدمرة، إلى ذخيرة للغارات الإسرائيلية اليومية، لتدمير الأحياء السكنية في غزة فوق رؤوس سكانها من النساء والأطفال والشيوخ، والقضاء على عائلات بكامل أفرادها، فهذا يجعل من الولايات المتحدة شريكة في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق شعب بكامله، دون رادع من مجتمع دولي، ودون مراعاة لأبسط القوانين الدولية، التي توجب عدم التعرُّض للمدنيين العزَّل من السلاح.
كلام نتانياهو عن خطة حكومته في القضاء على «حماس»، وإستئصال خلاياها من قطاع غزة، هو في الواقع مخطط إجرامي جديد يهدف إلى إقتلاع الشعب الفلسطيني من أرض غزة، ودفعه إلى النزوح بإتجاه الأراضي المصرية، والبقاء في سيناء، بعد تفريغ شمال القطاع من سكانه، وتحويله إلى منطقة حدودية عازلة، وخالية من السكان، بحجة تأمين أمن مستعمرات غلاف غزة، التي كانت الهدف الأساس في اليوم الأول لعملية «طوفان الأقصى». 
التصدي المصري السريع لهذا المخطط، عِبر ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي من رفض مصر لإخراج الفلسطينيين من أرضهم، هو الخطوة الأساس لإفشال المحاولة الإسرائيلية الخبيثة. ولكن الموقف المصري يحتاج إلى دعم من الأشقاء والأصدقاء، للجم الدعم الأميركي والغربي اللامحدود لتل أبيب، ولإظهار مخاطر مثل هذه المخططات على الأمن والسلام، ليس في الشرق الأوسط وحسب، بل وعلى المستوى العالمي أيضاً، وخاصة في داخل الدول المؤيدة للسياسات الإسرائيلية الجائرة ضد الحقوق الإنسانية الطبيعية للشعب الفلسطيني. 
كلام نتانياهو مساء أمس، أظهر حجم إعتماده على الدعم الأميركي والأوروبي في استمراره في الإعتداء الوحشي على غزة وشعبها الصامد، رغم كل مآسي الحصار اللانساني الذي فرضته دولة العدوان على القطاع. 
 يبقى السؤال : هل يستطيع العرب التخفيف ، على الأقل، من الإندفاعة الأميركية والأوروبية بإتجاه إسرائيل ؟