بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 كانون الأول 2020 07:57ص هل ينجح البطريرك حيث لم يُفلح ماكرون؟

حجم الخط
يبدو أن لبنان أصبح بحاجة إلى لجنة دولية لتقصي الحقائق حول الأزمة الحكومية، بعدما سمع البطريرك الراعي أحاديث متناقضة من الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، فضلاً عن الكلام المستفيض لجبران باسيل في بكركي على مدى ثلاث ساعات تقريباً.

 من الواضح أن سيد بكركي نأى بنفسه عن القيام بوساطة بين بعبدا وبيت الوسط، لإدراكه سلفاً أن المسألة ليست رمّانة، بل هي قلوب مليانة، تجسّد حالة النفور بين حليفي تسوية الأمس التي أوصلت العماد إلى سدة الرئاسة، تلك التسوية التي انهارت تحت ضغط إنتفاضة ١٧ تشرين، بعد سلسلة من التجاوزات والأعراف غير المسبوقة في ممارسة السلطة من فريق العهد.

 لم تنفع المحاولات التي بذلها الرئيس ماكرون في فك ألغاز الخلافات المستحكمة بين الأطراف السياسية، وخاصة بين تياري المستقبل والوطني الحر، رغم كل ما بذله من جهود، جمعت بين النصيحة حيناً، والتهديد بالعقوبات أحياناً أخرى، لأن السياسيين اللبنانيين يتصرفون وكأنهم لبسوا جلود التماسيح، وباتوا لا يشعرون بأوجاع المعاناة، ولا بآلام القهر والفقر التي تسيطر على الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، بسبب تفشي أمراض الفساد والفشل في هذا العهد، بمستوى غير مسبوق في تاريخ العهود الإستقلالية السابقة.

 ومن غير المتوقع أن ينجح البطريرك الماروني حيث لم يُفلح الرئيس الفرنسي، لأن أساليب العناد، وشبق السلطة والرغبة الجامحة في الإستئثار، هي السائدة في مراكز القرار العليا، بعيداً عن معايير الحفاظ على مصالح البلاد والعباد، ومتطلبات الإصلاح والإنقاذ، وفي مقدمتها ضرورة الإسراع في تشكيل «حكومة مهمة»، تعمل على إخراج لبنان من دوامة الإنهيارات المتلاحقة، والتي أسقطت البلد في دوامة الإفلاس والتعثر الإقتصادي والمعيشي.

 في خضم هذه المعطيات، الإنجاز الحكومي بات يحتاج إلى معجزة.. وعهد المعجزات السماوية قد ولّى!