بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تموز 2020 08:18ص .. وتبقى «أجنحة الأرز» فوق الحملات والصراعات

حجم الخط
كانت «أجنحة الأرز» الرافعة الدائمة لآمال ومعنويات اللبنانيين في أيام الأزمات.

في الزمن الجميل، زمن البحبوحة والازدهار، كانت مكاتب طيران الشرق الأوسط في العالم، بمنزلة السفارات الموازية للبنانيين. وفي سنوات الشدّة والقهر والاقتتال بقيت أرزة الميدل إيست تُجسّد نبض الوطن الجريح، الذي نهض من كبوة الحرب كطائر الفينيق. وخلال الاعتداءات الإسرائيلية، والأزمات الداخلية المتكررة، استمرت المؤسسة الوطنية الكبرى جسراً للتواصل بين بلد الأرز والعالم.

اليوم، وفي دوامة أكبر الأزمات المالية والنقدية والمعيشية التي يتخبّط فيها لبنان، ووضعته على شفير الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، أطلت الميدل إيست على اللبنانيين بجرعة تفاؤل كبيرة، عبر وصول أحدث طائراتها الجديدة إلى مطار بيروت، مُعلنة انطلاق مرحلة جديدة، ليس في تاريخ الشركة الوطنية الرائدة وحسب، بل في تاريخ حركة الطيران في الشرق الأوسط، حيث حطت أولى طائرات الجيل الجديد من «الأيرباص» في مطار رفيق الحريري الدولي، حاملة شعار الأرزة الخضراء.

الاحتفال الرسمي، على بساطته، بهذا الحدث البارز تميّز بإشارات لمّاحة، ولكنها تحمل أبعاداً مهمة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- تأكيد قدرة لبنان على تجاوز أزماته الاقتصادية والمالية، عندما تتوفر الرؤى المناسبة، مع وجود أصحاب الإرادة باتخاذ القرارات الجريئة التي تُحاكي تحديات المستقبل.

 ٢- استمرار مسيرة التطوير والتقدّم التي قادها محمد الحوت، منذ عشرين عاماً، ونجح في تحويل الشركة المفلسة إلى شركة رابحة، وقادرة على تجاوز مراحل عدم الاستقرار السياسي والأمني في البلد، وإيصالها إلى مرتبة امتلاك أسطول من أحدث الطائرات في العالم.

 ٣- الرد على حملات الافتراء والتشكيك التي تتعرّض لها الشركة ورئيسها، من أطراف سياسية نافذة، لغايات مكشوفة تفوح منها روائح الفساد، بالمزيد من الإنجازات، على طريقة القافلة تسير... والباقي عند أصحاب الحملات المغرضة.

 ٤- الإعلان عن أن صفقة هذه الطائرة تمت بتمويل من بنك صيني، وقبل سنوات من الضجة المثارة اليوم حول «التوجّه إلى الشرق»، أكد مرة أخرى، مرونة القيادات الواعية في التعامل مع الغرب والشرق، بعيداً عن المؤثرات السياسية، والشعارات الأيدلوجية.

 أما المفارقة الطريفة فكانت في سؤال حول مطالبة النائب جبران باسيل بتخفيض أسعار تذاكر الميدل إيست، فجاء رد الحوت مُفحِماً: «خلّيه يجيب الكهرباء شوي.. والسيّاح علينا!».

المهم أن تبقى أجنحة الأرز مُحلّقة فوق غيوم الصراعات السياسية، وبعيدة عن عواصف الهيمنة والاستئثار والفساد!