بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آب 2020 12:35ص وطن مثقوب

حجم الخط
ضاع الوطن ...
 كانت تمسك تلفونها في يدها ليمر عصف الهواء المجنون بسرعة البرق ويتطاير زجاج من هنا وهناك وهي واقفة ترتجف خوفاً... لا تدري ماذا تفعل تهرب من هنا الى هناك ليصبح البيت ضيقاً... وأين المفر... 
أين المفر في وطن له سنوات وسنوات يخبّىء الكنز المفقود... في عنبر مشؤوم والكل يروح جيئة وإياباً .... 
والوطن يتأرجح على فوهة بركان تختبىء قرب القدر تعلن العصيان ...
لم يخطر ببالها أن تفكر... مسك يدها وقال لها لا تخافي توكلي على الله لنختبئ ... سألته أين نختبئ والبلد طار ... بكت عمراً مهدوراً ومسروقاً... بكت لتعايشهم مع خديعة وطنية لم تعلم بها... بكت وطناً أضاعته ...
تبكي وطناً لم يعرف حكّامه الحفاظ عليه...
ذهب هو وزوجته إلى إحدى المطاعم فالتهمهما الموت الأحمر... إنّه مهندس من بلادي... 
ذهب وابنته الى مستشفى الروم للعلاج الكيماوي لطفلته رحل وبقيت هي...
اتصل بهم شخص من المرفأ وقال لهم: هناك حريق مشتعل... ركض عشرة أشخاص من فوج الاطفاء... فأطفأ اللهيب أعمارهم... ونسي المسؤول أن يهمس لهم أنّ هناك مواد خطرة ربما ستنفجر... 
والوطن انحنى خجلاً أمام العروس سحر...
تجرّأ أحدهم وسأله لما بقيت هذه الشحنة مخزّنة... قال لهم لم أعتقد بأنّها خطرة لهذة الدرجة...
أجابه قبطان الباخرة بعد الانفجار إنني حقاً أستغرب لما لم تنفجر حتى الآن... شحنة الموت ...
انحنى الوطن خجلاً أمام مسؤولين أطالوا البقاء ..
بيروت لا تبكي لم يعد الدمع يروي عطش أم مفجوعة تقول هيدا إبني حلو وعيونه عسلية... أو زوجة لم تودّع رفيق الدرب...
بيروت لا تبكي ..
دعي الدمع يجلب الإيمان بأن التغيير آتٍ ... وأنّ بيروت لن تنام على خديعة... وأنّ الثورة زيت الإيمان  
نظرت إليه ما زالت تمسك بيده والعصف يدور في المكان ورائحة الدم في اللامكان فمَنْ رحل .... لم يعد موجوداً ذهب لدنيا الحق وبقي الباطل يصول ويجول والبحر يبتلع الجثث والقبطان مدهوش يسأل لما شحنة الشؤم لم توزع في الحقول أو ترسل الى وجهتها ..
سيدي القبطان ربما أنت لا تعرف لبنان ... فما تحت الأرض وما فوق الأرض حتى الشعب مصادر ...
سيدي القبطان لو كنت تعرف لما مررت بلبنان ..
وينك يا وطن .. وينك شعبك عّم يناديك ..