بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آذار 2018 12:05ص المعلمون في عيدهم: اعتصامات للمتعاقدين مخدّرة بالوعود

عون دعاهم للتوازن بين المهنة والرسالة

حجم الخط
احتفل القطاع التربوي امس بعيد المعلم، الذي ترك غصة اخرى لا سيما للاساتذة المتعاقدين الذين افترشوا الساحات في عيدهم للمطالبة بحقوقهم، التي اكد وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة انها محقة ويسعي لتحقيقها، فيما نصحهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في معايدته بالحفاظ على التوازن ما بين المهنة والرسالة، واعتبرهم رئيس الحكومة سعد الحريري الحجر الأساس في بناء المجتمع.
{ ونفّذت لجنة الأساتذة المتعاقدين في الثانوي والأساسي والإجرائي والمستعان بهم، في مناسبة عيد المعلم، إعتصاما أمام وزارة التربية والتعليم العالي في الاونيسكو، ورفعوا اللافتات المطالبة بـ»إنصافهم وتثبيتهم». 
وتلا رئيس لجنة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني وليد نمير بيانا، طالبوا فيه بـ»العمل على إقرار قانون للتثبيت ينصف كل المتعاقدين في التعليم المهني من دون الوقوف عند شرط السن مع مباراة محصورة وعلامات ترجيحية لسنوات الخدمة وأن يكون بمادة إختصاص يدرسها الأستاذ». 
وشكرت اللجنة الوزير حماده على «تكليف لجنة لوضع أسس لمشروع قانون التثبيت، ولذلك نطالبهم مجتمعين بالإسراع في وضع أسس المشروع ليكون منصفا للجميع»، مطالبينه بـ»إنصافهم ومعايدتهم بإقرار القبض الفصلي والضمان الإختياري ليس الإجباري، وإحتساب الساعات أثناء الإضرابات والأعطال القسرية وتثبيت العقود»، وداعين إلى «المبادرة في صرف مستحقاتهم ورفع أجر الساعة تطبيقا للبند 46 الوارد في سلسة الرتب والرواتب/ والإسراع في إتخاذ خطوات وتدابير تنصف قطاع التعليم». 
وسألوا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق: «نحن 14000 متعاقد لماذا تم حرماننا المشاركة في العملية الإنتخابية؟»، داعية إلى «المبادرة بإنصافهم ليأخذوا حقهم مثل غيرهم»، مجدّدين تأكيد أنهم «مع من يحمل ملفها وقضيتها إلى مجلس النواب والوقوف إلى جانبه وتأييده في الإنتخابات».
الوزير حماده الذي التقى المعتصمين امام الوزارة، اكد انه «رغم المعوقات وهذه الأدغال في التشريع المتفاوت غير المقبول بين الفئات والقطاعات والكل يشكو منه. وبالنسبة الى التعليم المهني والتقني، وهو المظلوم الأكبر ولا يزال في هذه الحمهورية، استطعت ان أحضر مشروع قانون وسيحال على المجلس النيابي، ولكن لا تنسوا أن أمامنا شهرين من عقد هذا المجلس، وسأحاول مع الرئيس بري ان تكون الجلسات التي تسبق الموازنة او تلازمها حتى 20 أيار أن نمرر القوانين الملحة ومنها قانون تثبيت المتعاقدين مع إعطاء سن الخبرة، لأن السن هي خبرة وتراكم معلومات، ويجب ألا نكون مجحفين في حق الأستاذ الذي يملك 20 سنة خبرة وتعتبر امام مجلس الخدمة المدنية مرات عدة لإعتبارات طائفية ومناطقية». 
وتابع: «مع ذلك، استطعت أن أنتزع من خارج جدول أعمال مجلس الوزراء الأخير مشروعا بالنسبة الى قبض المتعاقدين وقرارا آخر وقعته وسيوقعه وزير المال قبل عيد الفصح. بالنسبة الى القبض، بحسب المعاش الجديد وقد إتفقت مع الوزير خليل على وضع ملحق بالفارق ودفعه لكي يأتي كقبض إضافي. وبالنسبة الى التعليم الرسمي الأساسي، هناك قانون وضعته أمام مجلس النواب وإذا لم يقره مجلس الوزراء فسأتحدث مع زملائي لإقراره بإقتراح قانون معجل مكرر بالإتفاق مع الرئيس بري وسنضعه في رأس جدول الأعمال».
وحاولت مجموعة من المعتصمين التوجه سيرا إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري فمنعتهم القوى الأمنية من متابعة السير «لعدم حيازتهم ترخيصا من محافظ بيروت القاضي زياد شبيب».
{ كما نفّذت لجنة الأساتذة المتمرنين لوظيفة أستاذ تعليم ثانوي في كلية التربية اعتصاما، في ساحة رياض الصلح، لمناسبة عيد المعلم، للمطالبة بحقهم في الدرجات الست اسوة بزملائهم في التعليم الثانوي، حيث توافد الاساتذة مع اطفالهم من المناطق كافة.
وألقى رئيس اللجنة وسيم نصار بيانا بإسم المعتصمين جاء فيه: في التاسع من آذار تلاميذنا يحتفلون تكريما لنا ونحن امام وعود المسؤولين للمطالبة بحقنا في الدرجات الست لذا توجهنا دون العيد عندما شعرنا بظلم لم يعد محمولا وذلك بعد ان اصبحنا عرضة لانكسار المجهول ورواتبنا الشهرية قاربت المليون التي لا تكفي رحلة ساعة لأولادكم ودون الحد الأدنى للأجور...
ثم ألقت راوية حسين كلمة المعلم فقالت: «نحن نطالب بحقنا في الست درجات، نطالب بالموقع الوظيفي للاستاذ الثانوي ونطلب من الرابطة ان تكون في مقدمة المطالبين بهذا الموقع ليس بالبيانات بل باتخاذ موقف جدي بإعلان الاضراب المفتوح والاعتصام لاننا كنا نتمنى ان نحتفل بهذا اليوم مع زملائنا في التعليم الثانوي ولكن للاسف للسنة الثانية على التوالي نحتفل بالعيد في الساحات... من العار ان يكون المعلم في الشارع في عيده مطالبا بحقه، هذا العار الذي تحمل وزره هذه السلطة».
ودعت في الختام الى «الوقوف وقفة عز واحدة في الاستحقاق الانتخابي المقبل والتصويت للوائح المعارضة التي ستكون في وجه كل من حرمنا حقنا في الدرجات الست».
ولم يتسن للأساتذة المتمرنين مقابلة الرئيس الحريري، فتوجه المعتصمون الى امام وزارة التربية في الاونيسكو.
{ وحيّا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المعلم اللبناني في عيده، وقال في تغريدة نشرها صباح أمس على موقعه: « في الحفاظ على التوازن ما بين المهنة والرسالة، يكمن نجاحكم، كل عيد معلم وانتم بخير».
{ كما غرّد رئيس الحكومة سعد الحريري على حسابه عبر «تويتر» لمناسبة عيد المعلم قائلا: «في #عيد_المعلم تحية لمربي الأجيال وحجر الأساس في بناء المجتمع».
{ وحيّا الرئيس نجيب ميقاتي المعلم في عيده، وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «كنتم ولا تزالون البناة الحقيقيين لهذا الوطن وبجهودكم بني الانسان، فبني لبنان حتى اصبح، بإنسانه وإنجازاته، منارة ثقافية يشع نورها في كل مكان. كل عيد معلم وانتم وأنتن بخير».
{ وتوجّه الوزير حماده إلى المعلمين والأساتذة بالمعايدة، واعدا إياهم بمتابعة مطالبهم وقضاياهم كما كان قد ناضل معهم ونجح  في إقرار السلسة. 
وقال الوزير حماده في رسالة المعايدة: «يؤلمني أن يأتي عيد المعلم وأن يكون العديد من المعلمين والمتعاقدين في الشارع يطالبون بحقهم في الدخول إلى الملاك وفي تحسين أجر ساعة التعاقد أو الحصول على الضمان الصحي والإجتماعي، أو يطالبون بدرجات يستحقونها ، أو غير ذلك ... إن هذه المطالب هي قيد متابعتي اليومية مع المؤسسات الدستورية المعنية، وأعدكم بأن استمر في متابعتها حتى آخر يوم من صلاحيات هذه الحكومة أو في أي موقع آخر أكون فيه. 
إن حقوقكم إذا كانت تستوجب إقرار مراسيم وقوانين لتثبيتها واستمرارها، فإن المشاريع والإقتراحات هي بين أيدي المؤسسات الدستورية. إن التركيز في هذه المرحلة العصيبة مالياً وحياتياً، يجب أن ينصب على الإمتحانات الرسمية وإنجاز العام الدراسي والعناية بتوفير التعليم لكل الأولاد الموجودين على أرضنا».
{ وتمنّت رابطة اساتذة التعليم المهني والتقني ان يبقى المربي النبراس المضيء لكل طالب علم والقدوة التي يحتذى فيها، وعاهدت المعلمين أن تبقى دائما الى جانبهم في كل ما يرفع من شأن الاساتذة والتعليم.
{ وطرح «التيار النقابي المستقل» في عيد المعلم المهام المطلوبة من العاملين في القطاع التعليمي وهي :تضافر كل الجهود التربوية في كل القطاعات لاستنهاض المدرسة الرسمية لأنها مدرسة الوطن، توحد القطاعات التعليمية حول المعيار المطلبي، التعامل مع ملف السلسلة على أنه ملف غير منته، استعادة الموقع الوظيفي لأساتذة التعليم الثانوي، وإعطاء الدرجات الست للمتمرنين الجدد، والمعاملة بالمثل لأساتذة الـ2004 لينالوا درجة مستحقة كما غيرهم. التأييد الكامل لحق الزملاء في القطاع الخاص بالسلسلة أسوة بغيره، والتمسك بوحدة التشريع، ورفض تمويل الدولة للمدارس الخاصة والانخراط الفعال في كل الملفات التربوية للتعليم ما قبل الجامعي».
{ هنّأ المكتب التربوي في التنظيم الشعبي الناصري المعلمات والمعلمين، وشدّد في بيان على «أهمية نيل المعلمين حقوقهم وتعزيز موقعهم ودورهم الريادي في بناء المجتمع والوطن».