بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2019 12:04ص كاميرات المراقبة «تضبط» هضامة التلامذة في اليوم الأوّل من الإمتحانات

وإعتصامات «محرومي البروفيه» تُنقذ طلاب «البكالوريا» في المدارس المخالِفة

الوزير شهيّب يطمئن على طالب ممتحن وينسى آخر حرمه منها (تصوير: طلال سلمان) الوزير شهيّب يطمئن على طالب ممتحن وينسى آخر حرمه منها (تصوير: طلال سلمان)
حجم الخط
مُثقلين بالمخاوف من صعوبة الأسئلة، ورهبة الكاميرات التي فُرضت عليهم لمراقبة كل حركة يقومون بها، وعلى وقع الاعتصامات والاضطرابات التي هزّت صفوف عدد من التلامذة، الذين حُرِموا من حق الترشّح للامتحانات الرسمية بسبب انضوائهم تحت سقف مدارس لم تسوِّ وضعها مع وزارة التربية، خاض نحو 60 ألف طالب الامتحانات الرسمية لشهادة «البروفيه».

امتحانات وصفها الطلاب بالسهلة، فيما اعتبر البعض أنّ أسئلة مادة التاريخ كانت طويلة نسبة للوقت المتاح للإجابة عليها، إلا أن الخوف والتوتر الاكبر كان من نصيب الاهالي الذين تجمّعوا من ساعات الصباح الاولى امام مراكز الامتحانات علهم «يقتنصون» خبرا عن الاجواء داخل الصفوف بعد الحملة التي رافقت تركيب الكاميرات، وحديث وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب بأن نسبة النجاح لن تكون عالية على غرار السنوات الماضية.

وبعد الضجة التي أُثيرت جرّاء حرمان طلاب «البروفيه» في المدارس المخالفة من الامتحانات، وموجة الغضب والاعتراض على قرار وزير التربية من قبل الطلاب والاهالي وعدد من الفاعاليات، حيث حذّر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة من الإقدام على الأمر نفسه في امتحانات الشهادات الثانوية تحت عنوان الأسباب ذاتها، محمّلاً الوزارة مسؤولية التقصير في المعالجة، فيما رفضت دائرة المدارس في مصلحة طلاب حزب «القوات» اللبنانية حرمان التلامذة من الدورة الأولى للامتحانات، فيبدو ان شهيب لمس في قراره ظلماً لطلاب لم يحملوا قبل دخول مدرستهم «دفتر شروط» يوضّح لهم إن كانت هذه المدرسة نظامية وقانونية أم لا، فإستدرك خطأه وقرر عدم تكرار ظلمه بحق طلاب شهادة البكالوريا، فسمح للمدارس التي لم تسو أوضاعها مع وزارة التربية برفع لوائح بأسماء مرشحيها لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، وذلك حتى موعد أقصاه الساعة الخامسة من بعد ظهر الجمعة 14/6/2019، من أجل التقدم لإمتحانات الدورة العادية لهذه الشهادة للعام الدراسي الحالي، على أن تكون هذه اللوائح مرفقة بالوثائق التي تثبت التسلسل الدراسي السليم والمبرر لكل مرشح، مع الأوراق الثبوتية المطلوبة لهذه الإمتحانات، وأن الدوائر المختصة في الوزارة ستعمد خلال يومي العمل المقبلين، إلى تكليف الموظفين للقيام بمهمة استقبال اللوائح والتدقيق فيها، وإصدار بطاقات الترشيح لمستوفي الشروط.

وأكد أن أي طلب يرد بعد الموعد المحدد لن يُقبل، وذلك تمكينا لموظفي الوزارة من إنجاز العمل المطلوب لإدخال هؤلاء الطلاب في برنامج الإمتحانات للدورة العادية، ولكي لا يتكرر ما حصل في الشهادة المتوسطة من تأخّر في تقديم اللوائح بأسماء الطلاب إلى الساعات الأربع والعشرين الأخيرة قبل موعد الإمتحان، ما حال لوجستيا دون التمكن من إشراكهم فيها.

في وقت، غرد رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «إن محاولة تشويه سمعة اكرم شهيب لا تجدي، لانه في فترة الاجتياح الاسرائيلي حاول تجنيب الفتنة الطائفية في عاليه التي عمل عليها المحتل وتعامل على هذا الاساس مع الجميع، في محاولة لمنعها، ثم كان مدير مكتبي في الشام حيث نسقنا مع كافة الفصائل الوطنية وكان أكرم من الاوائل في اسقاط 17».

ورأى وزير الصناعة وائل ابو فاعور في تعليق له «ان نزاهة الامتحانات الرسمية أزعجت الكثيرين ممن تعودوا الإفساد فيها لذا نرى حملات التخوين الدنيئه ضد وزير التربية».

الأهل ظلموا أولادهم!

وبموازاة اعتصام عدد من التلامذة الذين لم يحصلوا على بطاقات الترشح امام ثانوية حسين علي ناصر في الضاحية الجنوبية، ومبنى الجامعة اللبنانية في الحدث، ووزارة التربية، جال وزير التربية على مركز تقديم امتحانات الشهادة المتوسطة في المدينة الجامعية في الحدث، يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، وكان في استقباله رئيس المنطقة التربوية في جبل لبنان جلبير السخن والهيئة المشرفة على الإمتحانات، في كل من مبنى كلية الحقوق والعلوم السياسية وكلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية المجهزين بكاميرات المراقبة وبحراسة القوى الأمنية والجيش اللبناني.

وتحدّث إلى المرشحين في جو من الهدوء في القاعات، ما يضمن الراحة للمرشحين، وعبروا عن ارتياحهم وتعاطيهم مع الأسئلة التي وجدوها عادية ومشابهة لما اعتادوا عليه خلال العام الدراسي، خارج إطار التعقيد والتعجيز. وقد وفرت قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني وإدارة الإمتحانات الأجواء الآمنة والابتعاد عن التدخلات والضجيج.

هضامة التلامذة 

وأكد أنّ «الجو بحسب كاميرات المراقبة وإفادات وتقارير رؤساء المناطق التربوية ورؤساء مراكز الامتحانات هادئ ومريح، وقد لاحظنا في غرفة عمليات الإمتحانات مرشحين «مهضومين» وجّهوا التحية قبالة الكاميرات عند دخولهم غرف الإمتحانات وانصرفوا إلى كتابة مسابقاتهم بكل انتظام».

وأشار الى ان «المدارس التي نعتبرها مدارس وهمية وتجارية، فقد وجهنا لائحة بأسمائها إلى القضاء وإلى التفتيش المركزي والتفتيش المالي والتفتيش التربوي، وسوف يتابع التفتيش في الإدارة داخل الوزارة التدقيق في أوضاعها، وبالتالي فإن من يحق له بالترخيص ومن يستطيع تأمين الأوراق الثبوتية الكافية لإعداد مشروع مرسوم فإنه سيحصل على ترخيص، ومن لا يتمم أوراقه لن يتمكن من التدريس في العام المقبل. سوف ننتهي من قصة الفوضى في المدارس الخاصة لكي نحمي المدرسة الرسمية ونحمي التلميذ، وإن هذا الموضوع خارج إطار البحث معي، لأن الأهالي الذين سهروا على أولادهم قد وقعوا في الخطأ لأنهم لم يتحققوا من الوضع القانوني للمدارس التي أرسلوا أولادهم إليها، وبالتالي عندما عجزت مثل هذه المدارس عن تقديم أوراقها توجهنا بملفاتها إلى القضاء».

وأضاف: «هؤلاء الطلاب ظلمهم أهلهم والمدارس التي انتسبوا إليها، وكنا قد نبهنا أصحاب المدارس قبل ذلك بأنهم يظلمون التلامذة ويظلمون أنفسهم إذا ما استمروا في العمل من دون ترخيص، كما وجهنا إليهم الإنذارات وأعطينا المهل لكنهم لم يتجاوبوا وأرادوا أن يضعوا التلامذة كأمر واقع أمام الدولة والوزارة والوزير. وعلى الرغم من ذلك فإننا سوف نسمح لهم بدخول إمتحانات الدورة الثانية، وإذا كان لا بد من دورة ثالثة لهم فإنني لن أتأخر عن ذلك لأن هاجسي ومسؤوليتي هي تجاه الأولاد ولكنها أيضا تجاه تحقيق الإنتظام في القطاع التربوي والوزارة»، مؤكداً انه لم يستشر رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الموضوع، وقائلاً: «موضوع التلامذة والمدارس المخالفة لم أستشر به إلا نفسي وضميري».

وعن عدم قبوله بتقديم هؤلاء الطلاب طلبات ترشيح حرة قال شهيب: «إن أعمار هؤلاء التلامذة لا تتخطى الـ 14 عاما، فيما المسموح لمن تجاوز الـ 18 لكي يتقدم بطلب حر، وعندما سرت شائعة بأنه لن تكون هناك إمتحانات بسبب الإضرابات فقد تقدم إلى الوزارة ما يزيد عن 600 طلب حر طمعا بالحصول على إفادة ترشيح على غرار سنوات الحرب، إن عهد الإفادات انتهى وقد تم إهمالها كلها». 

كرباج تحاول حرق نفسها

هذا، وكان قد تجمّع الطلاب الذين لم يحصلوا على بطاقات ترشحهم أمام وزارة التربية، محاولين اقتحام ابواب الوزارة بمشاركة أهاليهم ومديرة مدرسة الاتحاد التربوي ''حنان كرباج'' التي حاولت احراق نفسها امام الوزارة بعد رفض إعطاء طلابها بطاقات لاجراء امتحاناتهم.

وسكبت كرباج كمية من الوقود على ثيابها ووجهها محاولة اشعال النيران بجسدها الا ان الاهالي والتلامذة المعتصمين سارعوا الى منعها من ذلك وعملوا على رمي كمية من المياه عليها. وحضر عناصر من الدفاع المدني عملوا على نقلها الى المستشفى لإصابتها بحروق بسيطة في وجهها.

وكانت كرباج قد أكدت ان مدرستها «ليست دكانة» بل مسجلة وفق القوانين.


طلاب حرموا من الامتحانات حاولوا اقتحام مبنى وزارة التربية (تصوير: طلال سمان)


مناطق

إلى ذلك، جال رئيس المنطقة التربوية لبيروت وضواحيها محمد الحمصي على عدد من مراكز الامتحانات الرسمية في العاصمة، مطلعا على سير الامتحانات، ومؤكدا توجيهات وزير التربية بضرورة الحفاظ على مكانة الشهادة الرسمية، ومذكرا المراقبين باعتبار الطلاب الممتحنين بمثابة أولادهم، خصوصا بعد البلبلة التي حصلت على مواقع التواصل نتيجة وضع «كاميرات» في داخل المراكز.

ووصف الحمصي الاجواء بـ»المريحة والهادئة»، وقال: ان تجربة «الكاميرات» لها ايجابية كبيرة، خصوصا انها توفر للتلميذ فرصة التنافس مع زملائه وجعلت التلامذة ينكبون على الدراسة أكثر فأكثر من دون الاعتماد على أحد»، وهذه الفكرة شكلت رادعا عند الجميع، تلامذة ومراقبين».

{ وأفادت مندوبة «اللواء» ثريا حسن زعيتر بأنّ 7612 طالبا وطالبة خضعوا على صعيد الجنوب من بينهم 2815 طالبا وطالبة في صيدا يتوزعون على 12 مركزا في المدينة، وبلغ عدد المراكز: 5 في الزهراني، 14 في صور ومركز واحد في جزين، فيما خصص مركز ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية  لذوي الاحتياجات الخاصة في صيدا وآخر في صور، تم تجهيزهما بالمستلزمات الخاصة.

وقام رئيس المنطقة التربوية باسم عباس بجولة على المراكز في صيدا، حيث طمأن ان «تركيب الكاميرات لمصلحة الطلاب لضمان انضباط سير الامتحانات وعدم التشويش عليهم وتأمين أقصى اجواء الهدوء»، معتبرا ان «كاميرات المراقبة أصبحت موجودة في الأماكن العامة وحتى على الطرق فلمَ القلق».

كما واكبت رابطة الطلاب المسلمين من اليوم الأول طلاب الشهادة المتوسطة الرسمية ضمن حملة «دايماً معك»، وجالت على الطلاب مشجعين ومحفزين. وتم تسليم كل طالب التقوا به هدية الحملة وهي عبارة عن بعض المستلزمات التي قد يحتاجها الطالب خلال هذا اليوم المصيري.

{ أجواء الارتياح انسحبت ايضا على الطلاب في مدينة صور، حيث اكد مراسل «اللواء» جمال خليل بأنّ اجواء الامتحانات كانت هادئة.

{ وافاد مراسل «اللواء» في مرجعيون جورج نهرا بأنّه توزع الطلاب على مركزين الاول ثانوية مرجعيون الرسمية والثاني متوسطة مرجعيون الرسمية، ولم يسمح رؤساء المراكز ايا كان من الدخول الى حرم المدارس باستثناء من لديهم تصريح من وزارة التربية.

{ ومن حاصبيا، أفاد مراسل «اللواء» حسين حديفة بأنّ عدد الممتحنين بلغ 347 طالبا وطالبة تغيّب منهم في المركزين المذكورين 9 طلاب، وقد جرت الامتحانات في يومها الاول وسط اجواء امنية هادئة ومستقرة.

{ كما أفاد مراسل «اللواء» في الشوف نسيب زين الدين بأنّ اجواء الامتحانات كانت مريحة، وأكد رئيس مركز ثانوية كفرحيم الرسمية فاروق الحاج شحاذة ان ٢٣٩ طالبا وطالبة شاركوا في الامتحانات ولم يسجل غياب احد من  الطلاب او الأساتذة.

{ ومن البقاع، افاد مراسل «اللواء» ابراهيم الشوباصي بأنّ 4700 طالب توزعوا على 25 مركزا للشهادة المتوسطة في البقاع توزعوا على مقاعد الامتحانات في جو من الاستقرار والراحة النفسية علي عكس ما صور البقاع ان الطلاب بحالة نفسية صعبة نتيجة لتركيب كاميرات مراقبة داخل القاعات.

{ ومن طرابلس، افادت مراسلة «اللواء» روعة الرفاعي بأنّ عدّد المرشحين في محافظتي الشمال وعكار بلغ 13463 طالباً توزعوا على 63 مركزاً، وعدد المتغيبين منهم 325 طالباً في الشمال وعكار.

وخلال الجولة نوهت رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي بالأجواء المريحة وتفاعل الطلاب مع أسئلة الكيمياء والتاريخ والتربية بشكل طبيعي.

ومن أمام مركز مدرسة الجديدة في شارع السكر طرابلس حيث تجمهر الأهالي بانتظار خروج أبنائهم استطلع موقع «اللواء» آراء عدد من الطلاب الذين أكدوا على ان الامتحانات في يومها الأول جيدة وما من أسئلة صعبة.

 الطالب علي «طلب حر» قال: «التربية والتاريخ سهلة كونها تعتمد على الدرس أما مادة الكيمياء فكانت صعبة جداً».

ابراهيم كمانة مدرسة النصر الرسمية قال: «الأسئلة سهلة ويمكن الاجابة عليها باستثناء مادة الكيمياء والتي تضمنت أئلة صعبة نوعاً ما».

وعن المراقبة قال: «ليست مشددة بيد انه لا يحق لنا طرح أي سؤال، اضافة الى ان موضوع الكاميرات أرهق نفسيتنا وان كنا لم نراها».

الطالبة سعاد عوض «طلب حر» قالت: «التربية والتاريخ سهلة أما الكيمياء فصعبة ولم نكن نتوقع أسئلتها».


هدوء في قاعة الامتحانات في صيدا