بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 كانون الأول 2018 12:05ص نقاش عن «الصحافة اللبنانية وصراع البقاء» في «AUST»

لتقديم التسهيلات وتخصيص دعم سنوي للمطبوعات

حجم الخط
نظّمت الدائرة الاعلامية والعلاقات العامة في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا «AUST» طاولة نقاش بعنوان «الصحافة اللبنانية وصراع البقاء: حارسة الحريات في خطر، خطة طوارىء وحلول»، برعاية وحضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي ومشاركة الدكتور عامر مشموشي ممثلاً رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام، صاحبة جريدة «النهار» النائب السابقة نايلة تويني، رئيسة الجامعة الدكتورة هيام صقر، مديرة «الوكالة الوطنية للاعلام» لور سليمان صعب، عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية البروفسور جورج صدقه، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، الصحافي طلال سلمان، للبحث في أزمة الصحافة في لبنان وتقديم اقتراحات وحلول؛ وأدارت الندوة وقدمت المشاركين مديرة الدائرة الاعلامية والعلاقات العامة في الجامعة ماجدة داغر.
بعد كلمة لداغر شدّدت فيها على «أهمية المناسبة في تناولها واقع الصحافة المطبوعة والصعوبات التي تمر بها. ألقت د. صقر كلمة «أهل القلم الحر والفكر الحر والصحافة الحرة»، فقالت: «أعرف أننا نمر اليوم في إحدى أقسى أزمات لبنان الحديث، إن لم تكن أقساها إطلاقا. ومن أصعب ما فيها أن رياحها ضربت أشرعة عالية لسفن صحافية كبرى».
وأضافت: «إننا على ثقة عالية بأنكم على ذلك قادرون، بأن تسيروا وسط هذا الكم الهائل من الوسائل الإعلامية الحديثة، وليدات الثورة التكنولوجية والإلكترونية، ووسائط التواصل الاجتماعي التي تسرق الخبر وتبثه بثوان أسرع من ومضة البرق. فما الذي يبقى إذا للجريدة تقوله صباح اليوم التالي؟ المشكلة أمامكم، حولكم، في مكاتبكم، في صحفكم، في قلب أقلامكم، تلاحقكم كل يوم، تطاردكم كل يوم، ومع كل يوم يمر، تقترب المأساة من ضحاياها. الكلمة اليوم لكم».
من جهته، أشار الوزير الرياشي إلى أنّه «تقدم بمشاريع قوانين عدة الى مجلس الوزراء من اجل التغيير، لكنها بقيت في أدراج المجلس، لأن الدولة العميقة في لبنان تكره الاعلام، وتريده مستسلما لها، يبخر للسلطان ويعكس الصراعات والمكونات السياسية التي تتشكل منها الدولة، لا أن تعكس الرأي العام والحرية عموما. ولأجل ذلك، فإن دعم هذه الصحافة ليس سهلا، بل يحتاج الى لوبي كبير من اصحاب العلاقة، الذين لم يكن لديهم الاهتمام الكافي».
وشدّد على أنّ «وزارة الاعلام المتهالكة يجب تحويلها الى وزارة جديدة في الشكل والمضمون»، مؤكداً أنّ «لا صراع بين الصحافتين الالكترونية والورقية بقدر ما هو صراع اقتصادي اكبر»، مضيفاً «في المجلس الوطني للاعلام هناك 413 موقعا الكترونيا مسجلا، اكثر من 85 في المئة منها مواقع سياسية.أما البقية ففنية، وهناك موقع ثقافي واحد».
وقدّم د. مشموشي مداخلة سلام، فشدّد على أنّ «الصحافة اللبنانية هي في معاناة دائمة منذ سنوات طويلة وهي تناضل بشكل دائم ومساعدة الدولة امر ضروري من اجل استمراريتها في هذه الظروف الصعبة وهناك طرائق عديدة للمساعدة»، مضيفاً: «لبنان، يكاد يكون الدولة العربية الوحيدة، التي تتنكر دولته لدورها في دعم ومساعدة الإعلام الوطني، وخاصة الصحف، في حين يحظى هذا القطاع بدعم رسمي غير محدود من الحكومات العربية، المفارقة العجيبة أن الحكومة اللبنانية تسارع إلى نجدة القطاعات المُتعثّرة، وتقديم الدعم للقطاعات الزراعية والصناعية والسياحية مثلاً، وتتنكر لدورها في توفير المساعدة والتسهيلات الضرورية للقطاعات الإعلامية، سواء عبر تخفيض بعض الرسوم، أو الإعفاء الكامل من بعضها الآخر، أو حتى عبر تخصيص رسم مالي خاص لدعم الوسائل الإعلامية، على نحو الرسم الذي كان معمولاً به على استخدام أجهزة الراديو والتلفزيون عندما كان هناك هيبة للدولة وقوانينها!».
وأشار إلى أنّه تم تقديم «مذكرات عديدة واقتراحات عملية إلى وزراء الإعلام السابقين، العمل على الحد من التدهور المستمر في واقع المؤسسات الصحفية، عبر زيادة أسعار الإعلانات الرسمية، وسداد الوزارات والمؤسسات العامة بدل إعلاناتها، فضلاً عن تخفيض كلفة الاشتراكات في الهواتف الخلوية والأنترنيت، وتخصيص دعم سنوي للمطبوعات المستمرة بالصدور، ولكن مطالبتنا كانت أشبه بصرخات في وادٍ لا آذان له!».
وأكد أنّه «رغم منافسة المواقع الالكترونية الإخبارية غير المشروعة للصحف اليومية، فإن الصحافة المكتوبة ما زالت تتمتع بمميزات مهنية وسياسية وفكرية تتفوّق على الخبر السريع عبر الانترنت، ولكن التحدّي الأكبر الذي يواجهها يتلخّص بالارتفاع المطرد للرواتب وكلفة الإنتاج، مقابل انخفاض متزايد في المبيعات والإعلانات والموارد المالية الأخرى، لذلك، بات السؤال الملح الذي يطرحه بعض الزملاء: هل نستطيع الاستمرار بضع سنوات أخرى في حال استمر تجاهل الدولة واستفحال العجز المالي؟».
وأضاف: «إن عملية الانتقال الى الجريدة الإلكترونية أصبح مسألة وقت، قد يطول أو يقصر، ولكن سيكون مؤشراً مفجعاً لانهيارات وطنية ثقافية وفكرية لا تحصى، ستضرب حياة الأجيال الصاعدة، ورغم ذلك ما زلنا نعتقد بإمكانية إنقاذ الصحافة المكتوبة من المصير المحتوم، في حال استفاقت الدولة على مسؤوليتها الوطنية، وأقدمت المؤسسات المصرفية والصناعية والتجارية القادرة على القيام بدورها في تزخيم الحركة الإعلانية، وتنشيط المبيعات والاشتراكات، بما يوفّر دعماً متبادلاً بين القطاعين الإعلامي والاقتصادي».
ولفت سلمان في مداخلته إلى أنّ «الصحافة في لبنان كانت صحافة العرب حيث كانت كل الحيوية في بيروت المركز الذي يظهر كل صراعات وسياسات العرب، اما اليوم فلا يوجد تنظيم سياسي عروبي أو أي رابط وحدوي حقيقي بين الدول العربية، ولا توجد حياة سياسية في لبنان بل احزاب طائفية وبالتالي الصحافة والرأي العام متعلقان بهذه الاشكالية».
بدورها، تحدّثت تويني عن تجربة «النهار» التي انطلقت منذ 7 سنوات، فـ«الصحافة رسالة وطنية واخلاقية وانسانية هي حارسة الحرية والتحدي امامنا كبير».
ولفت صدقة إلى أن «انقاذ الصحافة الورقية هو قضية وطنية، لأنه بدون الصحافة الورقية لا نظام ديموقراطي. والسؤال لماذا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم في هذه المهنة؟ حيث كان لبنان منبر الصحافة في العالم العربي».
وتساءلت سليمان: «هل المشكلة هي صراع بقاء الصحف واصحاب الصحف ام صراع العاملين فيها والذين يعانون كثيرا حيث تقطع ارزاق ولقمة عيش عائلات يعمل اربابها في هذه المهنة، فبعض الاعلاميين لا يحصلون على رواتبهم، كما انها مشكلة امام خريجي الاعلام حيث يكونون عاطلين عن العمل، مما ينذر بتراجع عدد طلاب كليات الاعلام»، آملة من نقابة المحررين «العمل للحفاظ على حقوق الاعلاميين».
كما كانت مداخلات لكل من مدير «أوريان لو جور» ميشال توما، الريس، يوسف بزي، شفيق طاهر مدير «العربي الجديد» في لبنان، يقظان التقي، الصحافي ايلي الحاج، وجهاد جرجس من جريدة «الجمهورية».