بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2018 12:05ص أي دور للمرأة في الحفاظ على الأسرة في ظل ارتفاع نسب الطلاق؟!..

مبشر: التسرع في الاختيار ومواقع التواصل سببان رئيسيان!؟

حجم الخط
ان الإسلام الذي حث على الزواج وجعله من سنن المرسلين حرصاً على ان نصل من خلال الزواج إلى الأسرة الصالحة، فلم يقف عند العموميات بل إعتنى بتفصيلات هذه العلاقة الدقيقة لأنها أسمى العلاقات الإنسانية ولأن النجاح فيها ضامن لنجاح العلاقات الأخرى، ومن بين المواضيع التي تناولها بالتفصيل مبادئ واسس اختيار الشريك، فحث المرأة على الزواج من صاحب الدين والخلق، ورغب الرجل من التزوج بذات الدين. أسس عديدة حددها الشرع الإسلامي لبناء حياة اسرية سعيدة لو اقتدينا منذ بداية هذه العلاقة ولغاية الزواج لعاشت جميع الأسر بالسعادة والهناء.
لقد حرص الرسول الكريم على ان يُبنى الزواج على أساس متين وراسخ متوازن يلبي حاجات الجسم والروح والعاطفة والعقل فيكون متيناً لا يزعزعه تنافر الأمزجة ولا تعصف به نزوات النفوس..
عن كيفية إيجاد حياة اسرية سعيدة وناجحة، وحول الأسباب التي أدّت إلى ارتفاع نسبة الطلاق داخل الأسر وغيرها من الأمور التي تهم الأسرة والزواج حدثتنا رئيسة لجنة إصلاح البين المحامية مهى فتحا المبشر فكان هذا الحوار:

ارتفاع النسب
{ ما هو برأيك الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق؟
- ارتفاع نسبة الطلاق في الأعوام الأخيرة مرده إلى تغيير النفسيات والأولويات والتسرع في اتخاذ القرار سواء الزواج أو قرار الطلاق، إذ ان أكثر الاختيارات للزواج تكون وفق الأهواء وليس وفق المعايير العقلية إذ قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  «اذا جاءكم من ترضون به خلقاً وديناً فزوجوه، فالمال في عصرنا الحالي أصبح هو القيمة الوحيدة لاختيار الزواج والموافقة عليه فعدم الاختيار السليم يؤدي إلى الطريق المسدود.
وديننا الإسلامي عندما حث على الزواج وجعله من سنن المرسلين حرص على ان نصل من خلال الزواج وبخطى ثابتة وعلى أرض صلبة إلى الهدف والنتيجة المرجوة.
إذ شدّد الإسلام على مبدأ الزواج من الاكفاء فقال «تخيّروا لنطفكم وانكحوا الاكفاء وأنكحوا إليهم» والكفاءة هي المقاربة والمساواة في الدين أولاً لقوله تعالى: {والطيبون للطيبات} كما تكون الكفاءة في الحسب والنسب والحرفة والثقافة والعمر. وان تختار المرأة بالزواج من الرجل صاحب الدين والخلق ورغب الرجل من التزوج بذات الدين اذ قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم   «واذا اتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».
ولكن في عصرنا الحاضر وعند اجيالنا الحاضرة غابت هذه القيم ولم تعد تشكّل هذه الأمور محوراً لاختبار الشريك بل أصبح الحب والمال من الأولويات، لذلك بعد الزواج تبدأ المشاكل فيؤدي الزواج إلى الطلاق.
أثر مواقع التواصل
{ ما هو أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة الأسرية والتي أدّت إلى الكثير من المشاكل داخل الأسرة؟.
- ان وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر عنصراً من العناصر التي تؤدي بالحياة الزوجية إلى الطلاق، إذ أثرّت هذه الوسائل بامرين الأمر الأوّل هو الاختيار السيء، أي التعرف دون المعايشة، إذ يكون أحد الشخصين لابساً قناعاً غير قناعه الحقيقي، وبعد الزواج يزول هذا القناع ويظهر الإنسان على حقيقته.
كما ان هذه الوسائل أدّت في كثير من الأحيان إلى الخيانة بين الزوجين، إذ كم هائل من الازواج يبحرون وراء عالم العواطف المخادع فيؤدي بالكثير من الازواج إلى الخيانة لتعويض نقص ربما يعانون منه داخل أسرتهم...
واوجه نصيحة إلى كل امرأة متزوجة تهوى وسائل التواصل الاجتماعي من فايسبوك وغيره حينما تنشرين منشوراً وتجدين التعليقات التالية، أنت رائعة متألقة ما أجملك أنت قمر، وغيرها من الكلمات البراقة وتلتفتين إلى زوجك المسكين الذي اتعبته الحياة مضطجعاً على فراشه تعباً بسبب توفير لقمة العيش، البعض منهن تقارن بين واقعها الذي تعيشه مع زوجها والذي قد لا تسمع فيه كلمة طيبة وبين هذه المدائح فتثور وتتمرد على زوجها وقد أدّت هذه الحالة إلى انهيار الكثير من الأسر حتى وصلت إلى الطلاق.
فيا أيتها الزوجة لا تنغري بهذه الألفاظ فان عالم التواصل الاجتماعي عالم افتراضي ومثالي فمعظم رجاله كزوجك ان لم يكونوا أسوأ حالاً منه، حافظي على بيتك واسرتك واطفالك ولا تجعلي من هذا العالم سبباً لدمارك ودمار اسرتك واطفالك... والاهم حافظي على طهارتك وشرفك قال تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} سورة البقرة، الآية 281، وثقي تماماً هذا الذي يريد إغواءك لا يريد سوى ان يلهو لأجل اشباع رغبته، فاحترمي من احترمك وجعلك زوجته تحملين اسمه وشرفه وصوني عرضه فهو الوحيد الذي يستحق احترامك مهما كانت ظروفكما الزوجية فلن تجدي من يسترك إلا زوجك وكذلك العكس، ولا تغضبي من زوجك لمعاملته فأنت لا تعلمين مرارة السعي خلف لقمة العيش وكم من صعوبة واهانة يتحملها من اجلك واجل اولادك حتى يبعدكم عن المهانة والذل.
للمرأة دور كبير
{ أي دور للمرأة في معالجة الأمور وللحفاظ على الأسرة؟
- ان من أبرز الحلول لحل المشاكل الأسرية وعدم الوصول إلى الطلاق هو الحوار لترتيب الأولويات للتقارب والاتفاق على نقاط مشتركة مطلوبة من الطرفين، والاتفاق على هدف واحد وهو استقرار الأسرة، والرسول  صلى الله عليه وسلم  قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» المرأة راعية في بيت زوجها، كوني راعية لنفسه لاسرته لماله وشاركيه بكل ما يهمّه واستمعي لارائه واصغي إليه فيشعر الزوج بقيمة حياته المشتركة مع زوجته فتحول الاتراح إلى افراح وفي قصة الرسول عليه الصلاة والسلام ومسابقته لام المؤمنين زوجته عائشة رضي الله عنها خير دليل على حض الزوجين على مشاركة أحدهما الآخر مباهج الحياة ومتعها، ففي ذلك اثر كبير في ترطيب الحياة الزوجية وتوطيد أواصرها وعراها، وعلى المرأة ان تحقق له الهدوء والراحة والسكينة والتجمل بالكلمة الطيبة عملاً بقول الله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ان الشيطان ينزع بينهم}.
ولتكون الحياة الأسرية ناجحة يجب أن يظل التشاور والشراكة في الرأي قائماً بين الزوجين فيما يتعلق بشؤون البيت وتدبير أمر الأسرة ومصير الأولاد وليس من الحكمة ان يستبد الرجل برأيه ولا يلتفت إلى رأي امرأته لا لشيء إلا لأنها إمرأة ومشورتها قدح لقوامته عليها في نظره.
ان الحياة الزوجية التي خلت من قاموسها الكلمات الطيبة الجميلة والعبارات الراقية حيّاة خبا فيها نور السعادة الزوجية فينبغي ان لا تخلو الحياة الزوجية من التفنن في أساليب الحب والتودد وذكر الايام الجميلة فالزواج الناجح هو الذي يعرف فيه كل من الزوجين كيف يملأ قلب الآخر بالسعادة والهناء، «فالمرأة راعية لزوجها ولاسرتها»، فلما سأل الرسول  صلى الله عليه وسلم  إحدى الصحابيات أين أنت من زوجك فقال: «هو جنتك وهو نارك» فالزوجان المشاركان يستطيعان ان ينيرا حياتهما الزوجية، والابتعاد قدر الإمكان عن الطلاق لأضراره الكثيرة على الأولاد.