بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 نيسان 2020 12:02ص إصلاح البيوت

حجم الخط
د. زينب طلعت حسن*

إن الإصلاح وصية الأنبياء ومنهاج الأتقياء، لقد ذكر القرآن الكريم على لسان نبي الله هود عليه السلام أنه قال: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}، ويقول الله تبارك وتعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتمّ ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}.

كما أن الإصلاح دعاء المؤمنين ورجاء المصلحين: قال الله تعالى في وصيته للإنسان بوالديه: {قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}.

والإصلاح يبدأ من أنفسنا.. من بيوتنا.. من علاقاتنا الأسرية... فإذا صلحت هذه استطعنا أن نفيض بهذا الإصلاح على غيرنا بتقوى الله عزّ وجلّ، فإنه سبحانه لن يغيّر حالنا ولا ينجّينا إلا إذا بادرنا بإصلاح أنفسنا، ألم يقل سبحانه: {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}.

وعن عقبة بن عامر عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج» ثم تلا رسول الله  صلى الله عليه وسلم: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون}.

فالمطلوب من كل واحد منا أن يكون مع الله ذا صلة ومع هدي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - باتباع، وأن يأمر بالمعروف وأن ينهي عن المنكر بالمعروف، وأن يعمل على رفع الظلم، وأن يسعى إلى نشر العدل، وأن يعطي الحقوق إلى أهلها.. ولنعلم أن الإصلاح يستجلب رحمة الله ومغفرة الله، قال تعالى: {وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً}.

 * داعية مصرية