بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 آذار 2019 12:03ص اجتهدوا فيه إستعداداً لرمضان

حجم الخط
عبد الرحمن عباس سلمان*

تحدث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الأشهر الحرم في قوله: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض, السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم, ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان».
ولمكانة هذه الأشهر حرّم الله فيها القتال، والتحريم هنا يشمل عدم العدوان على النفس والأموال والأعراض والممتلكات سواء العامة أو الخاصة، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل من الزمان أشهرا حرما, كما أمّن المكان، إذ جعل البيت مثابة للناس وأمنا, وأمّن فيه الإنسان والطير وكل شيء, حتى يتعود الناس على نعمة الأمان, وما أجمل أن يستفيد الناس في أوطاننا من هذه الحكمة العليا, وخصوصا في هذا التوقيت العصيب الذي تمر به بلادنا.
وشهر رجب من الأشهر الحرم التي ذكرها القرآن الكريم، في قوله تعالى {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم..}، وظلم النفس يكون بالعدوان على الآخرين والابتعاد عن الطاعات والوقوع في المعاصي، فكما أن ثواب الطاعات مضاعف في رجب وغيره من الأشهر الحرم، فكذلك تضاعف فيها السيئات على الذنوب والمعاصي، وهذا يفهم من قوله تعالى: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}.
ومن هنا أناشد المسلمين استثمار هذا الشهر وما به من خصوصية في الإكثار من الطاعات والقربات وتجنب المعاصي والذنوب، بالإضافة إلى التوبة النصوح، ورد الحقوق والمظالم إلى أهلها.. وذلك استعدادا لشهر رمضان، فمن استعد من الآن تيسرت له الطاعة وكان على رمضان أكثر إقبالا وعزيمة وأعظم طاعة، ولا يصيبه فتور ولا ملل كما يصاب بعض الصائمين لاسيما بعد منتصف رمضان، ومن استعد لرمضان من رجب وأدى حق الله في هذا الشهر وما بعده، واستثمر شهر الصيام كما ينبغي أصابه من الخير والطاعة ما يعينه على الصلاح والهدى طوال العام.
وليس في شهر رجب صلوات مخصوصة أو صيام مخصوص أو أدعية معينة على النحو المنتشر بين بعض الناس، بل إن المسنون من الصيام في شهر رجب هو المسنون في غيره من الشهور كصيام يومي الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، كما ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة المشهورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* أستاذ بكلية أصول الدين بالأزهر