بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 كانون الأول 2018 12:02ص التبسُّم صدقة

حجم الخط
الشيخ سعد الشهاوى*

الابتسامة، وهي الكنز الذي لا يكلف مليما واحدًا, ومع هذا فهو الطريق إلى القلوب بلا استئذان، وهو صدقة من الصدقات, يقول لنا  صلى الله عليه وسلم  مبيناً لنا عِظم هذا الفعل، وأنه من المعروف الذي يكتب للإنسان بفعله صدقة: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».
وقد كان  صلى الله عليه وسلم  من أكثر الناس تبسمًا، وتراه يلقى أصحابه والابتسامة تعلو وجهه حتى قال جرير رضي الله عنه: «ما رآني رسول الله إلا تبسم في وجهي».
فالله تعالى وهو الكريم جعل لنا في هذه الحركةِ التلقائية صدقةً تُكتَبُ لنا يوم القيامة لتكون في مثاقيل موازيننا، يتنافس فيها المتنافسون أيُّهم أكثرُ فعلاً لها لتزداد الحسنات في صحيفةِ العبد يوم القيامة بشرطِ أن نحتسبَ أجرها عند الله.
والابتسامة لها مفعول السحر في التأثير على الآخرين، وطلاقةُ الوجه تُذيب ما في الصدور من الشحناء والبغضاء، وهي مطرقةٌ على رأس الشيطان، فتضربُ الابتسامةُ رأسَ الشيطان فلا يجد حينئذ مدخلاً لها بين قلوب المبتسمين.
فكم جميل أن تدخل أيها المسلم على والديك وأنت مبتسم لتنالَ أجر الابتسامة وأجر برِّك لهم بهذا الفعل، وكم جميل أن تجلس مع إخوتِك وأصحابِك وقد سبقت ابتسامَتُك سلامَك، فتصفى القلوبُ حينئذ.
وكم جميل أن تلتزم بالابتسامة مع أبنائك وزوجتك  فتزدادَ الألفةُ فيما بينك وبينهم، وإذا دخلتَ محلاً، أو أتيتَ عملك فلتكن الابتسامةُ هي عنوانُك وشعارك.
ابتسم لكلِّ من تلقاه عينك، عند الإشارة وأنت واقفٌ بسيارتك، وعند خروجك من المسجد، وعند لقياك للناس في أي مكان. تُذيب بها ما في القلوب، وتكسر الحواجز بينك وبين الآخرين، وتبدأ بها يوماً سعيداً.
ما أحوجنا إلى تلك الابتسامة من مدير في وجه موظفيه فيكسب قلوبهم ويرفع من عزائمهم بعيدًا عن العنجهية والتسلط والكبرياء.. 
وما أحوجنا إلى الابتسامة الصادقة من كل مسؤول في وجه من يقوم برعايتهم وخدمتهم من غير ما خداع أو كذب أو تزوير أو وعيد أو تهديد فتحبه قلوبهم وتلهج بالثناء الحسن والدعاء له ألسنتهم...
* من علماء الأزهر