بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 أيلول 2019 12:02ص الهجرة... ومرض الإنفصام في الإنتماء

حجم الخط
ها قد بدأ عام هجري جديد... عام سنبدأه كالعادة.. بالاحتفالات والكلمات والأناشيد، ثم نلقي بعض الخطابات التي تتحدّث عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم نعود إلى ما كنّا عليه.. لننتظر أي مناسبة أخرى نتحدّث فيها..؟!

عام هجري جديد بدأ ليكون كأمثاله من الأعوام السابقة.. شاهدا على جمودنا.. وتراجعنا.. وقعودنا عن أي عمل حضاري يعكس رقيّ وعدالة ديننا العظيم.

يبدو أن بلادنا أيها السادة - وآسف على ما أقول – قد أصبحت عصيّة على الإصلاح، وأصبح الفساد بكل فئاته وطبقاته ومجالاته «معشوقا» بالنسبة لأهلها..؟!

بل إن الأمر قد وصل إلى مرحلة بات فيه كل إعوجاج فكري أو إجتماعي أو ثقافي أو حتى ديني... مقدّما على أي صلاح أو إصلاح أو تصويب...؟!

ووصل «إبداعنا..؟!» إلى مستوى رفيع جدا جدا.. بحيث أصبحنا نقرأ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} فاعتبرنا أي إصلاح للفساد أو رفض له... هو قمة الفساد..؟! ولذا قبلنا الفساد وعملنا معه وارتضينا بآثاره وتبعاته ثم شرّعناه حتى صار أصلا في المجتمع...؟!

ونحن على مشارف بداية عام هجري جديد.. علينا أن نسأل أنفسنا جميعا وأن نجيب بصدق...

ماذا نريد من الأيام المقبلة التي يحملها هذا العام..؟!

ما هي الخطط التي اعتمدناها للإرتقاء بالمجتمع في مختلف المجالات...؟!

وما هي المشاريع التي سنعمل على تنفيذها خدمة للناس.. كل الناس..؟!

وما الأعمال التي سنبدأ بها لنعيد دلائل الإنسانية والمحبة إلى هذا المجتمع..؟!

بل وما مجالات الإصلاح التي سنرى آثارها حتى يستعيد المواطن ثقته بالبلاد والعباد..؟!

إن كان الجواب على هذه الأسئلة غير موجود.. أو كان مذبذبا لا وضوح فيه.. فاعلموا جميعا أن العام الهجري المقبل علينا هو عام تغيير «رقم في الروزنامة» فقط لا غير.. بحيث كل ما سيتغيّر عندنا هو كتابة (1441هـ) بدلا من (1440هـ)...؟!

إننا وبصريح العبارة... نعاني في بلادنا وفي مجتمعاتنا من مرض خطير جدا اسمه مرض «الإنفصام في الانتماء»...؟!

ندّعي الانتماء إلى الإسلام... ثم نعمل بكل ما يعارض حقيقة هذا الانتماء..؟!

وندّعي الانتماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نناقض بأفعالنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا كل ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم...؟!

ولذا ونتيجة لهذا المرض... أصبحنا بلا هوية.. بلا شخصية... بلا بصمة... بلا أثر وبلا وزن..؟!

فهل سنعمل على إصلاح «صدق انتمائنا» أولا ثم نقاء العمل بهذا الانتماء ثانيا... أم يا ترى سينضم العام الهجري الجديد إلى ما سبقه من أعوام ليكون شاهدا إضافيا على كذبنا...؟!

bahaasalam@yahoo.com