4 تشرين الثاني 2019 12:02ص اليأس ممنوع والقهر لا يدوم

حجم الخط
تشتدُّ الأزمات وتحمل معها وبين مفاصلها بوادر الانفراج ذلك أن اليأس ممنوع، وان القهر لا يدوم، وأنه مهما اشتدّ الظلام فإن الفجر آتٍ لا محالة، وأظلم ما في الليل آخره.

هذه المسلّمات اقتبسناها من القاعدة القرآنية الذهبية في قول الله تعالى: أن مع العسر يسرا.. لأن الله الذي خلق الدنيا وما فيها من كائنات أوجد العسر وخلق معه اليسر.. وخلق الداء وخلق معه الدواء... انها الأسباب والمسبّبات...

لقد جعل الله الدنيا دار أسباب فمن ابتغى شيئاً سلك سبيله ومن ابتلي بالمرض سعى إلى الطبيب كي يصف له الدواء..ومن أراد النجاح سهر الليالي وسلك سبل الجدّ والاجتهاد... ومن عزم على السفر والانتقال من مكان إلى مكان آخر أعدّ العدّة والحقائب واختار وسيلة الانتقال.

وفي مقابل ذلك، فبعض المرضى يلجأون إلى الطبيب ولا يجدون آلية الشفاء...

وبعض المجدّين المجتهدين الذين يعملون ويتخذون الأسباب لا يتلمّسون النجاح والفلاح، وآخرون يجهّزون متاع وأدوات السفر.. ولا سفر... وهذا معناه اننا سائرون إلى ما قدّر الله لنا وان الأسباب تجري على الناس و لا تجري على رب الناس الذي أمرنا بالأخذ بها لأنها واقعة في قدر الله.

إن الصواب أن نأخذ بالأسباب، ولكن الخطأ أن نجعل يقيننا عليها ويجب أن لا ننسى أن الله شقَّ البحر لموسى «كلا إن معي ربي سيهدين».

وأن الله أبرد النار على إبراهيم «حسبي الله ونعم الوكيل».

وأن الله رزق مريم بالمحراب بـ «هو من عند الله».

وأن الله أغرق الأرض بدعاء نوح.

وأن سارة زوجة إبراهيم عليه السلام بُشّرت بإسحاق وكانت «عجوز عقيم».

وأنه عندما ضاقت الأرض على عيسى رُفع إلى السماء... وأن محمداً حينما خذله قومه عرج به ربّه إلى سدرة المنتهى.

يجب أن نتيقن بما لا يدع مجالا للشك انه حين نتأمّل أوجاعنا نعرف أن أسوأ ما حدث لنا كان من الناس وأجمل ما حدث لنا كان من الله.