بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيار 2018 12:05ص في ذكرى استشهاد المفتي حسن خالد: العلماء يستذكرون مآثره ويدعون إلى إكمال نهجه

حجم الخط
لم ينس المسلمون يوم السادس عشر من أيّار عام 1989 يوم امتدت يد الغدر لتغتال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد الرجل القوي في قول الحق دون مهاودة أو مساومة.
يوم السادس عشر من أيّار عام 1989 أي ما يقارب مرور 29 عاماً على اغتيال قامة دينية ووطنية وعلمية اعني به الشهيد سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد الذي نفتقده نفتقد فيه العالم ونفتقد فيه الإنسان الجامع الإنسان الوطني الذي لم نشعر فيه إلا حبه لامته ووطنه وللقضية الام القضية الفلسطينية.
باغتيال المفتي الشهيد حسن خالد خسر لبنان والعالم العربي والإسلامي رجل المواقف النبيلة والجريئة... ووقوفه في وجه الظلم وحبه ودفاعه عن وطنه لبنان وعيشه المشترك كانت ثمناً لدمائه النقية الطاهرة التي سالت على مقربة من دار الفتوى هذه الدار التي حرص على حمايتها وبذل جهداً كبيراً من ان تكون بيتاً للطائفة السنية بشكل خاص وللطوائف الإسلامية بشكل عام.
ماذا يستذكر العلماء عن الشيخ الشهيد حسن خالد بعد مرور 29 عاماً على إغتياله... هذا ما سنجيب عنه في تحقيقنا التالي:
المفتي الميس
{ بداية قال مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس: لأمر قدره الله كان اسمه الحسن ولأمر قدره الله ان يخلد شهيداً، لأنه حسن خالد هذا الرجل الذي كان يمثل قمة مسيرة دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية مضى كما مضى الكبار شهيداً ومن شأن الشهيد ان يغيب جسداً ويبقى روحاً، لقد تمكن المفتي الشهيد حسن خالد بمسيرته ان يرقى بدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية  ليكون مفتي الجمهورية اللبنانية وهو مفتي العالم العربي في لبنان  ومفتي لبنان للعالم العربي.
واضاف: لقد عرفناه كبيراً بحق عندما أخذ القرار باستشهاده لأن هذا شأن العظماء في تاريخ لبنان، وكما هي سنة الله في اختياره الانبياء ليسوا على مستوى واحد كذلك الشأن في البشر وفي ذلك غيب الزمن ولم يغيب المنصب، ونرجو الله تعالى ان يتابع سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الحالي الشيخ د. عبد اللطيف دريان وهو الذي كان بمثابة الابن للمفتي الشهيد في مسيرته.
واضاف: نرجو الله تعالى ان لا يضيع جهد الشهيد وكيف لا وجاء من يتابع مسيرته انه الشيخ عبد اللطيف دريان، وقد قدر لي ان اعاصر المفتي الشهيد تلميذاً في الأزهر، كما قدر لي ان أتابع المسيرة معه ورفاقه في دار الأزهر في لبنان والذي كان في ايامه في اوج ذروته أداء وتحفيظاً وقد حزن الأزهر على رحيله.
واختتم قائلاً: ان مكرمة الله تعالى لسماحته بان رزقه الشهادة، والعالم يشهد على مواقف الشهيد فكانت مواقف عز وكرامة ومواقف عنفوان الإنسان المعتز بالله تعالى، رحم الله المفتي الشهيد حسن خالد واسكنه فسيح جناته..
الصلح
{ اما مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح قال: 29 سنة مرّت على استشهاد من كان يؤمن «لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية» مع علمه انه مستهدف لكنه لم يتوان للحظة بتغيير مبادئه وثوابته، نعم هذه هي شيم المفتي ثابت على الحق ومناضل من أجله.
واضاف: لقد اتصف بالحكمة والرصانة في معالجة المشكلات المطروحة على الساحة الإسلامية والوطنية سواء في داخل لبنان أو خارجه، فلا يُمكن ان ننسى هذا العالم الشامخ الذي كان له مثل هذا التأثير على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والعلمية على حدا سواء.
لقد آمن المفتي رحمه الله بان لبنان بلد لجميع أبنائه وعمل على ذلك في كل المحافل الخارجية بأخلاقه الحسنة وطيب اثره ما زلنا نذكره في كل الأوقات.
وختم: كل من يستذكر اليوم 16 آيار يستذكر المفتي الشهيد حسن خالد رحمة الله عليه لقد عرفناه كتلاميذ بأزهر لبنان وكعاملين تحت رعايته فكان الأب والأخ والصديق بكل المهام التي عشناها معه في رحاب العلم ودار الفتوى.
يا صاحب السماحة نذكرك اليوم ونحن في أمس الحاجة للصوت الحق والذي نحتسب اننا بإذن الله تعالى سنسير بصداه الذي علمتنا اياه نحن والمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ونسأل الله تعالى ان نكون خلفاً حسناً لخير سلف وان يوفقنا الله لنشر دعوة المحبة والإلفة التي لطالما سعيت لنشرها.
تغمدك الله بواسع رحمته وادخلك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً..
المفتي دلى
{ اما مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلى فقال: نمر بذكر استشهاد رجل من رجال لبنان والعالم العربي والإسلامي الا وهو الشهيد الشيخ حسن خالد طيب الله ثراه ورحمه رحمة واسعة وادخله الجنة مع الصديقين والشهداء.
تمر هذه الذكرى ونتذكر فيه رجل الموقف تجاه الوطن والقضية الفلسطينية وجميع قضايا الأمة كان صاحب كلمة حق لا تأخذه في الله لومة لائم، واننا نجد من عمل معه وصاحبه وعاصره صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي يصدح بالحق في كل قضايا الأمة..
وختم قائلاً: رحم الله الشهيد حسن خالد وغفر له وبارك الله بعمر مفتي الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان وسدد خطاه والهمه الصواب في كل أعماله واقواله وحفظ لنا ديننا وامتنا داعياً الله سبحانه وتعالى ان يهيء لهذه الأمة من يقودها إلى النصر والأمن والأمان.
حفظ الله وطننا لبنان والامة الإسلامية والعربية.
القاضي عريمط
{ أما القاضي الشيخ خلدون عريمط فقال: رحم الله المفتي الشهيد حسن خالد، لقد كان صفحة مشرقة من تاريخ لبنان وهو يدافع عن المسلمين واللبنانيين جميعاً وهو الذي حمل في نفس الوقت القضية الفلسطينية في قلبه وعقله، ويمكن القول ان المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد هو من بقية السلف الصالح الذي تعالى عن صغائر الأمور وبقي شامخاً متواضعاً قوياً يدافع عن بيروت وأهلها وعن لبنان ليبقى سيداً حراً عربياً مستقلاً.
وتابع قائلاً: والمفتي الشهيد حسن خالد سيبقى قيمة دينية ووطنية وعربية ما شاء الله ولا شك بان المنصفين من المؤرخين سيذكرون بكل فخر واعتزاز هذا المفتي المميز باقواله وافعاله وسلوكه وقوته وتواضعه سيذكرونه بهذه الصفات وغيرها. وقد شاءت لي إرادة الله ان اعمل بجانبه لمدة خمسة عشر عاماً فقد كان لا يخاف في الله لومة لائم ويلتقي مع الملوك والرؤساء والامراء وهو يحمل في قلبه الكبير قضية لبنان وقضية الوحدة الوطنية في لبنان وقضية الوجود الإسلامي في هذا الوطن.
واضاف: لقد استشهد المفتي حسن خالد ولم يترك شيئاً من حطام الدنيا لإسرته عاش كبيراً ومات كبيراً، وندعو الله سبحانه وتعالى ان يحشره مع الانبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً ولا بدّ من تسليط الضوء على مسيرته واسلوب عمله في دار الفتوى وبقية المؤسسات التي انشأها ورعاها لنتعلم جميعاً من هذه النفس الكبيرة والظاهرة التي مرّت في تاريخ المسلمين واللبنانيين.
وختم قائلاً: رحم الله المفتي الشهيد حسن خالد داعياً إلى الله ان يوفق مفتي الجمهورية الحالي الشيخ عبد اللطيف دريان بأن يكمل مسيرة المفتي الشهيد حسن خالد بالحفاظ على دور المسلمين ومكانتهم ودور الدولة ومؤسساتها.