بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيار 2019 12:06ص ودخلت العشر الأواخر.. والعلماء..: أيام خير وبركة وعمل.. فلنجتهد في إحيائها

حجم الخط
فضّل الله سبحانه وتعالى أياما على أيام وشهورا على شهور‏ حتى شهر رمضان الذي فضّله الله على باقي الشهور،‏ فضّل فيه العشر الأواخر وجعل ليلة القدر خيرا من ألف شهر‏.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أهله وأصحابه بقيام العشر الأواخر وتحرّي ليلة القدر والتي تعادل العبادة فيها عبادة ألف شهر كما قال الله تعالى في القرآن الكريم {ليلة القدر خير من ألف شهر}, وهي أيام العتق من النار, كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.وإذا كان المسلم يجتهد في العبادة والصلاة وقراءة القرآن طوال أيام رمضان فعليه أن يكثر من الطاعات ويزيد من فعل الخير في العشر الأواخر وأن يضاعف عمله في الوتر من العشر الأواخر لأنه لو صادف ليلة القدر بهذه الطاعات فإنها تعادل عبادة 83 عاما وأربعة أشهر، وهذه رسالة لكل صائم أن يجتهد في العشر الأواخر وكل من لم يجتهد في أيام رمضان فلديه فرصة للحصول على الأجر والثواب في هذه الأيام الكريمة.

غندور

{ الشيخ زكريا غندور أكد على أن ليلة القدر ليلة ذات قدر لرسول ذي قدر على أمة ذات قدر, وقد نزل فيها القرآن الكريم دستور الأمة, وقيام هذه الليلة يعادل قيام ألف شهر أي ما يعادل 83 سنة وأربعة أشهر, وقد أخفى الله عزّ وجلّ ليلة القدر من بين العشر الأواخر من رمضان حتى يجتهد الناس في العبادة ولا يتكاسلوا, ولكن أغلب آراء العلماء أنها في ليلة السابع والعشرين من رمضان وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف إلتمسوها في الوتر من العشر الأواخر, وفي هذه الليلة تنزل الملائكة إلى السماء الدنيا لتصافح الراكعين والساجدين الذين يجتهدون في العبادة والصلاة وقراءة القرآن الكريم, وقد قال صلى الله عليه وسلم عن فضل هذه الليلة: من قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه.

الكردي

{ أما القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي فقال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشدّ المئزر, وقالت أم سلمة رضي الله عنها لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه, وهذا يدلّ على حرصه صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد في العبادة في هذه الأيام ودعوة غيره ليحذو حذوه في ذلك من أهله أو من غيرهم, بغية إصابة ليلة القدر التي ورد في القرآن الكريم فضلها, وأن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر, وقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه وغيرهم إحياء هذه العشر بالعبادة والذكر, فقد كان الرسول الكريم يعتكف في العشر الأوسط من رمضان, فاعتكف عاما, حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين, وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه, قال من اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، وما ذلك إلا لحرصه على الاجتهاد في العبادة والذكر في هذه الأيام. 

ويضيف أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حرص على أن يفيد أصحابه وأهله من الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر, وبغية إصابة ليلة القدر, وقال أبو سعيد الخدري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر التي في وسط الشهر, فإذا كان من حين تمضي عشرون ليلة ويستقبل إحدى وعشرين يرجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه, فخطب الناس فأمرهم بما شاء الله ثم قال إني كنت أجاور هذه العشر ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر, فمن كان اعتكف معي فليبت في معتكفه, وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها, فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر.

شحادة

{ من جهته، قال الشيخ حسن الحاج شحادة فقال أن الله سبحانه وتعالى فضّل أشياء على أشياء وأياما على أيام وشهورا على شهور وبشرا على بشر, حتى في رمضان الذي فضّله على غيره من الشهور ففيه أيام تفضّل على غيرها حتى في رمضان ذاته, وهي أيام العشر الأواخر منه, وليلة هي خير من ألف شهر, إنها ليلة العمر ليلة الحظوة والمكانة, ليلة القدر العالي, فإن ضاع منك صيام رمضان إيمانا واحتسابا, وقيامه إيمانا واحتسابا, فتذكّر أخي المسلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه فهل هناك شرف ومكانة وثواب عظيم بعد العفو والغفران من الرحيم الرحمن؟

وطالب المسلم بأن يجدّد العزم ويوقظ الهمّة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر, ويمكن استغلال العشر الأواخر بطريقة تجعل المسلم يحصل على الكثير من الثواب والأجر, فعلى كل مسلم أن يستغل الليالي الوترية, من أجل ليلة القدر, والأفضل استغلال العشر كلها في الصيام الحسن والقيام الحسن الكامل, مع البدء في ختمة جديدة للقرآن الكريم, لا سيما لو كان المسلم معتكفا فيجعل من هذه الختمة ختمة تلاوة وتدبّر ومعان وتفسير, ولا بد أن نكثر من الدعاء لا سيما دعوة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقد تعلّمتها من نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، فإنه إذا عفا عنك وأعتق رقبتك فاطمئن, لأنه لن يأسرك أبدا, ولا بد في العشر الأواخر من رمضان بالتصدّق بصدقة لم تتصدّق بها من قبل فالصدقة تطفئ غضب الرب, وعلى كل مسلم أن يخرج زكاة الفطر وأن يبحث عن اليتيم والفقير ليدخل السعادة عليه قبل العيد.