بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الثاني 2017 12:07ص وسط حوارات دينية بغير علم عبر مواقع التواصل الاجتماعي

حدّاد: لا بدّ من ضوابط ومعايير وأولها سؤال أهل الذكر حتى لا ننشر الجهل

حجم الخط
أن  تكنولوجيا الاتصال الجديدة فتحت آفاقاً كبيرة جداً للفرد لكي يكون متفاعلاً، والا يكون متلقياً سلبياً فقط للرسائل الإعلامية وإنما يكون أيضاً قائماً بالإتصال، فيستطيع ان يبتكر صفحته الخاصة ومدونته الخاصة، ويستطيع من خلالها نشر افكاره وآرائه والتواصل مع الأشخاص بغض النظر عن الزمان والمكان.
ولا يخفى على أحد مدى أهمية هذه المواقع التي انبهرت بها مجتمعاتنا بشكل كبير نتيجة ما قدمته من سهولة ويسر للتواصل بين النّاس ونشر المعرفة والعلم.
ان مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين والواجب على الشخص المسلم السوي ان يستعمل هذه المواقع التي سخرها الله تعالى لنا حتى يكثر التواصل والتعارف بين الشعوب في الخير..
ولاجل ذلك تنبه الكثير من الدعاة إلى ضرورة المشاركة في هذه المواقع وتم عمل صفحات شخصية للكثير منهم لمخاطبة النّاس ونشر الدين داخل العالم العربي والإسلامي وخارجه وبعضها يتطرق لإعطاء الارشادات والتوجيهات الأسرية وتنشئة الناشئة على الطريق الصحيح... فما هي معايير التحدث عن الدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما هي المواضيع التي لا يمكن الحديث فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودور الدعاة والخطباء في توعية النّاس.
كل هذه الأسئلة ستشكل محور تحقيقنا التالي:  
آراء متنوعة
{ السيّد حسين عيتاني قال: ان ظهور بعض العلماء أو الشخصيات الدينية على مواقع التواصل الاجتماعي أمر مهم وخصوصاً إذا كانت المواضيع تركز على تنمية الاخلاقيات الدينية ومعالجة مشاكل الأسرة بطريقة توعوية... فاعطاء الدروس الدينية أو الارشادات الدينية بهذه الطريقة يزيد من توعية الفرد والأسرة... ولكن يجب الانتباه إلى أي شخص نسمع نصائحه وأي موقع ندخل عليه.
{ أما السيدة رنا الموسوي فقالت: أنها فكرة جيدة، كما للفنانين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يجب ان يكون للدعاة صفحات لنشر الثقافة الإسلامية والتوعية الدينية الاجتماعية، واعتقد ان هذه الطريقة يمكن ان تعطي ثماراً إيجابية في التوجه إلى الطريقة الصحيحة، وبرأيها ان هذه الطريقة تحقق نجاحاً نظراً للتطور التكنولوجي الحاصل في العالم والتي يستطيع أي شخص مهما كان عمره ان يشاهدها...
ولكنها تنصح الأهل خصوصاً بالنسبة للفئة العمرية الشبابية بالمتابعة مع ابنائهم لما يشاهدونه ويسمعونه ويعرفونه عن دينهم كي لا يقع المحظور.
حداد
< في هذا الإطار حدثنا المفتش العام للاوقاف الإسلامية الشيخ أسامة حداد قال: يقول الله تعالى {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، انطلاقاً من هذه الآية الكريمة التي تأمرنا بالدعوة إلى الخير ونشر الفضائل ومنع الرذائل يتطلب من كل الدعاة استعمال أي وسيلة متاحة في ذلك ومنها وسائل التواصل الاجتماعي على مختلف أنواعه. هذه الوسائل التي أصبحت في متناول الجميع وتوصل الأفكار بسرعة هائلة وبأقل الكلفات هي سيف ذو حدين، فإما ان تؤدي دور الهداية أو دور الضلال والغواية.
وعن ضوابط الحديث بأمور الدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال لا بدّ لهذا الموضوع من ضوابط بان يكون من المرجع المختص الوقوف كدار الفتوى أو من علماء مشهود لهم بالعلم والمعرفة والاعتدال ويمكن ان يكون من أفراد ثقاة وكل هؤلاء مطالبون بتوثيق منشوراتهم بالدليل والسند الصحيح. وتجنب كل ما ليس له دليل صحيح.
وفي ما يتعلق بالمواضيع التي لا يمكن الحديث فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
هناك مواضيع لا تصلح للحديث عنها عبر مواقع التواصل كالمواضيع التي تحتاج إلى متخصصين حتى لا تحدث النّاس بما لا يفقهون فيقعون في الحيرة والفتنة، كما قال سيدنا الامام علي رضي الله عنه كرم الله وجهه «حدثوا النّاس بما يعرفون»، وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه «ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة».
وحول المواضيع التي ينبغي ان تثار على مواقع التواصل الاجتماعي هي المواضيع التي تركز على القيم الإسلامية والاخلاق الفاضلة وتحسن السلوك لدى الأفراد والمجتمعات أو تحارب الفساد والجهل، أو ما يمكن ان يوضح الأمور التي يتداولها النّاس من مفاهيم خاطئة أو تحذير من عادات غير لائقة.
وعن دور الدعاة والخطباء في توعية النّاس حول هذا الموضوع أشار: يبرز دور الدعاة والخطباء في توعية النّاس حول ما ذكرناه وكذلك باختيار المواضيع الهامة التي يحتاجونها من يومياتهم وتعاملهم مع بعضهم البعض وكذلك المواضيع التي ترغبهم بطاعة ربهم وتحفزهم على كل فضيلة، اما أسلوب الطرح فلا يقل أهمية عن الموضوع ذاته أو يشوبه مضمون الموضوع وينفر النّاس، وما أروع قول النبي  صلى الله عليه وسلم  «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا».
وختم بدعوة الجميع إلى عدم الأخذ بأي منشور إلا بعد التأكد والتثبت من صحته عبر سؤال العلماء الثقاة وبالتالي عدم نشره إلا بعد ذلك، وأسأل الله ان يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا «وقل ربي زدني علماً».