بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آب 2020 12:01ص بيروت لؤلؤة الشرق ودُرّة عواصم العالم

حجم الخط
استميحك عذراً يا مدينتي الحبيبة الجميلة، يا لؤلؤة الشرق، ودرّة عواصم العالم. أيتها الجوهرة التي لا تقدر بثمن، يا من كتب عنك الكبار الكبار شعراً وأدباً وانشدوا فيك الأبيات والقصائد والملاحم، يا من غنت لك فيروز والاخوان رحباني وماجدة وصباح وراغب وغيرهم من الفنانين الكبار في لبنان والعالم العربي، يا من انشد فيك سعيد عقل ونزار قباني وشعراء كثر من بلادي، من قال ان نورك سينطفئ يا ست الدنيا يا بيروت، من قال ان بحرك وشمسك وسماءك وأبنيتك وآثارك التي كتب عنها التاريخ وشوارعك وناسك سيهدمون ولو لبرهة من الزمن قبل ان تنتفضي من جديد، وتعودين حركة دائمة لا تهدأ ولا تستكين ولا ترتاح ولو للحظة واحدة.
مَن قال ان ليلك لن يعود نهاراً، ونهارك لن يلازم الحياة من جديد، دقيقة بدقيقة، ويوماً بيوم وساعة بساعة، فأنت من أنت يا عاصمة العواصم، وكيف لا والأحلام والذكريات الجميلة والابداع والرقي والحضارة لوحة جميلة رسمها التاريخ في معالمك، تاركاً للذكريات افقاً شاسعاً واسعاً حيث كانت مشافيك مقصداً ومنتجعاً صحياً. يأتون إليك من كل أصقاع العالم للاستشفاء والعلاج، اما اصرحتك العلمية والاكاديمية المميزة فتحدث عنك بما يليق بك وبها في آن معاً، اما مرفأك الذي يطل  على الشمس منذ شروقها حتى لحظة الغروب والذي دمروه دون رحمة، فهو لا يزال حتى الآن يبحث بين الركام عن جثث الضحايا البريئة والاشلاء وهو يسأل عن ذاك المجرم الحاقد السفاح الذي تجرّأ وقام بهذه الجريمة الزلزال، ليس حباً بالانتقام منه إنما لكشف الحقيقة المرتبطة بالأسباب والمسببين لما حصل، كيف لا وأنظار العالم لا تزال منذ لحظة وقوع الكارثة تتابع عن كثب اخبار بيروت وأهل بيروت، وشاشات الفضائيات والتلفزة في العالم تنقل على مدار الساعة تداعيات هذا الحدث المؤلم والاضرار الجسيمة التي لحقت بالبلاد والعباد من جرّاء ذلك، فيما حركة مطار رفيق الحريري الدولي تواكب وصول المساعدات الطبية والصحية والغذائية وفرق الاغاثة يومياً من كل حدب وصوب من أصدقاء لبنان واشقائه لمد يد العون لهذا البلد الذي لطالما وقف على مدار الزمن إلى جانب الآخرين خلال اوقاتهم العصيبة.
انها الحكاية منذ بدايتها إلى النهاية، حكاية بيروت التي لن تموت، وأن اغمضت عينيها لأسباب قاهرة ولو لفترة وجيزة، قبل ان تعود لتنتفض من جديد وتفتح ذراعيها لمحبيها يأتون إليها من كل أصقاع الأرض لينعموا بالأمن والاستقرار والسلام بدءاً من قلب بيروت العاصمة التي لا تزال صورها الجميلة في قلوب وضمائر جميع المحبين والاصدقاء. وأن ننسى فلن ننسى أولئك الناس الطيبين من أهلها الذين يصولون ويجولون في كرم الضيافة وحسن الوفادة والاستقبال وليس غريباً عنهم في محنة بيروت هذه ان يهبوا جميعاً لنجدتها ومساعدتها وإزالة الحطام والركام عنها، وبالتأكيد فإن مدينة السحر والجمال والابداع بيروت هي على موعد قريب جداً مع محبيها، وقاصديها لتكتب معهم حكاية جديدة عن أحلام المستقبل والآمال بالنهوض والاعمار من جديد.

أخبار ذات صلة
سفر ميمون 26-4-2024
26 نيسان 2024 سفر ميمون 26-4-2024
سفر ميمون 25-4-2024
25 نيسان 2024 سفر ميمون 25-4-2024
سفر ميمون 24-4-2024
24 نيسان 2024 سفر ميمون 24-4-2024